بذل الإخلاص في سيرة عمرو بن العاص رضي الله عنه

تحت سلسلة: (سير الآل والأصحاب) يأتي هذا الكتاب ليسلط الضوء على شخصية الصحابي عمرو بن العاص رضي الله عنه، الذي لم يحظ بكثير من الكتابات المستقلة والموضوعية عنه. ذلك الصحابي الذي تعرض له بعض المستشرقين ومن لف لفهم بالظلم والتشويه، ولذا فقد كان من اللازم أن تفرد شخصيته بدراسة مستوعبة تجلِّي وجه الحقيقة والإنصاف.

قدَّم المؤلف كتابه بمبحثين تمهيدين مهمين، يتعلقان بمكانة الصحابة في الإسلام، والفتنة الكبرى التي حدثت بين الصحابة، والموقف العلمي السليم تجاهها؛ ليلج بعد ذلك إلى موضوع كتابه الرئيس الذي انقسم على فصلين كبيرين.

استوعب الكتاب في فصله الأول ترجمة الصحابي عمرو بن العاص، متناولًا اسمه ونسبه وكنيته ونشأته ووالده ووالدته وإخوته وزوجاته وأولاده، وقصة إسلامه، وصفاته وبخاصة شجاعته وكفاءته في الحرب ودهائه وكرمه وورعه وصدقه وتواضعه، وتعرض لأبرز مناقبه، وأعماله، وجهاده، وعبادته، وأحاديثه، وبلاغته، وأشعاره وحكمه وأمثاله، وجميع ذلك مع التمحيص والتدقيق في المرويات، وإعمال المنهج النقدي الرصين فيها، من جهة نقد الإسناد ونقد المتن.

أما الفصل الثاني من الكتاب فقد تناول بالتحليل والنقد والتفنيد أبرز الشبهات المثارة حول شخصية الصحابي الجليل وأعماله، والتي أجملها الباحث في خمسة مباحث، تتعلق بما ورد من ذم والديه، وما يتعلق بصفاته وعدالته، والشبهات حول علاقته بالنبي صلى الله عليه وسلم، والشبهات حول علاقته بالصحابة رضي الله عنهم، وبخاصة ما يتعلق بقتل عثمان رضي الله عنه، وقتل محمد بن أبي بكر، والمشاركة في الفتنة مع معاوية ضد علي رضي الله عنها، وأخيرا ام يتعلق بسياسته في مصر بعد أن فتحها وكان أميرا عليها، وبخاصة ما أثير من بعض الكاتبين عن معاملته لنصارى مصر، وما زعمه آخرون من أن عمْرًا قد حرّق مكتبة الإسكندرية.

وختاما فإن هذا الكتاب، بشموله ومنهجيته، والمجهود الواضح المبذول فيه – وقد أشرف مركز البحوث والدراسات على سير العمل فيه وتنقيحه بالكامل -؛ ليعدُّ مرجعًا أساسيًّا لا غنى عنه للباحثين في التاريخ الإسلامي عموما، وتاريخ الصحابة خصوصا، وبخاصة عمرو بن العاص رضي الله عنه.