image descriptions

الصفونة .. مصطلح سياسي جديد

21 جمادي الأول 1436 هـ

الصفونة.. مصطلح سياسي جديد

فمما لا شك فيه أن بعض المصطلحات التي تظهر على الساحة السياسية لا تسلم من جذور عقائدية توغل في صفحات التاريخ، ولا أبالغ إن أدعيت أن معظم هذه المصطلحات، وفي أحيان كثيرة النظريات السياسية تتخذ من البعد العقائدي إطاراً عاماً لها، وقد حاول ابن خلدون منذ وقت مبكر التنبيه على هذا الأساس، ويسميه بـ (العصبية)، والعصبية عند ابن خلدون هي أساس القوة، ثم هي أساس التّغلب الذي هو أساس الرّئاسة، وعنها يقول: ((ولما كانت الرياسة إنما تكون في الغلب، وجب أن تكون العصبية ذلك النّصاب أقوى من سائر العصائب ليقع الغلب بها وتتم الرياسة لأهلها، فلا يمكن أبداً الامتزاج والاجتماع والدّول بعصبيّات متكافئة القوى، فالعصبيات لابدّ أن تكون واحدة منها هي الغالبة على الكل، حتى تجمعها وتؤلفها وتصيّرها عصبية واحدة شاملة لجميع العصائب، وهي موجودة في ضمنها)) وإذا أردنا أن نطبق هذه النظرية على نشأت الدول في الماضي والحاضر لاستعر​ضنا عدداً منها، ولكن يبدو ذلك جلياً في نشأت الدولة الصفوية، ومقومات قوتها وانتشارها، وسنحاول خلال هذه الصفحات بيان العلاقة بين (الدولة الصفوية) وسياسة (الصفونة) التي انتهجتها قديماً، ولازالت هذه السياسة ظاهرة للعيان، خاصة خلال العقد الأخير، وكان له أثر واضح، وانعكاسات خطيرة على الوضع في عدد من الدول الإسلامية، ولا أدعي ابتكاري لمصطلح (الصفونة) ولكني اجتهد في تأصيله من خلال الوثائق التاريخية القديمة والمعاصرة، مع أني لم أجد من تكلم عليه قديماً وحديثاً، ولم أجده في الموسوعات السياسية أو المعاجم اللغوية، عسى أن تكون كتابتي هذه أول كتابة علمية تتناول هذا المصطلح بمفهومه السياسي العام.

 نشأت الصفونة:

 لقد مر الشرق الإسلامي بحالة من الفوضى وعدم الاستقرار منذ سقوط الخلافة العباسية على يد المغول سنة 656هـ/1258م، وقد كانت الحقبة التي تلت سقوط الخلافة في بغداد مناسبة جداً لنشوء الدويلات المتنازعة والمتنافسة فيما بينها، خاصة في خراسان وبلاد ما وراء النهر، فقد كان أحفاد (تيمور لنك) يحكمون خراسان في الوقت الذي تحكم الأسرة التركمانية اليت أطلقت على دولتها (الخروف الأسود) في قزوين، وكانت مدينة تبريز المركز المهم في بلاد خراسان، وليس بعيداً عن هذه المدينة، ومن جهتها الغربية كانت مدينة (أردبيل) نشهد حركة صوفية قوية متأثرة إلى أبعد الحدود بالمد الشيعي القادم من المراكز الشيعية في العراق (النجف)، وبرز في مدينة أردبيل رجل صوفي يعرف بـ (صفي الدين الأردبيلي) وكانت له طموحات سياسية، تضاف إلى طموحاته الدينية، واستطاع أن يحقق نجاحاً بين مريديه من خلال ربط التصوف المشهور في تلك البقاع بالتشيع، ومحاولة استغلال نقاط الاتفاق والتلاقي بين التيارين المشهورين في تلك البلاد، ولم يجد بداً من الميل نحو التشيع، خاصة مع الظهور القوي للدولة العثمانية، واجتذابها للمريدين والمتصوفة، ولم يكن ذلك مناسباً لرجل طموح مثل (صفي الدين الأردبيلي)، فمال نحو التشيع بصورة أكبر وأكثر، وأسس لنا عائلة عرفت تاريخياً باسم (العائلة الصفوية) نسبة له.

 ويعتقد بعض المؤرخين أن اسس بناء هذا الفكر العقائدي والسياسي يعود بالدرجة الأساس إلى (الشيخ الجنيد) أحد أحفاد (صفي الدين) الذي أستطاع أن يحقق حلم جده من خلال دمج التصوف بالتشيع، أما الخطوة الأهم التي قام بها الشيخ الجنيد فهو تحويله مريديه من طلاب وأتباع إلى مقاتلين أشداء، كان شعارهم (القنسوة الحمراء) ذات الشقوق الاثني عشر، وفقاً لعدد الأئمة عند الشيعة الإمامية، وقد أطلق عليهم الناس في ذلك الوقت لقب (القزلباش)، وهناك من يعتقد أن أصل أفرادها هم عبارة عن قبائل مغولية سكنت خراسان بعد احتلالها، ومن من يقول أن أصلهم تركي، ومن من يقول أن أصلهم فارسي.

 والظاهر أن جنيداً شرع في تكوين فرقة شيعية غالية، متأثراً بالمشعشعين الذي كانوا في أوج مجدهم في القرن التاسع الهجري، ويعتمد فكر هذه الفرقة – اعني المشعشعين - على المهدوية وحلول روح علي بن أبي طالب في زعيمهم الفعلي علي بن محمد بن فلاح، وقد حاول متصوفة ذلك العصر ثني الجنيد عن طموحاته السياسية، وأنه: كان على طريقة الملوك لا على طريقة القوم من الصوفية، حتى عقد له مجلس محاكمة في حلب، لم يحضره الجنيد، وبدأ الطامحون والطامعون يفدون عليه، وكون جيشاً كبيراً منهم، إلا أن طموحاته السياسية انتهت بمقتله وهو في طريقه إلى أردبيل.

 ولم تقم قائمة للطريقة الصفوية إلا على يد الشاه المشهور إسماعيل بن حيدر بن الجنيد الصفوي، الذي استطاع في سنة 905هـ/1500م تكوين دولة قوية على انقاض الدويلات المتصارعة في بلاد خراسان، وقد حاول جهده استغلال حالة الضعف والتشرذم التي مر بها العالم الإسلامي في ذلك الوقت ليمد نفوذه باتجاه الغرب، فاحتل العراق سنة 914ه/1508م، ثم باتجاه الشرق، فاتحل بلاد ما وراء النهر سنة 914هـ/1514م، ولم يوقف طموحاته العسكرية إلا بعد أن اصطدم بالدولة العثمانية، وتعرض لهزيمة منكرة على يدها في معرة جالديران الشهيرة سنة 920هـ/1514م.

  ورغم أن إسماعيل الصفوي لم يعمر كثيراً بعد ذلك، إلا أنه استطاع أن يؤسس دولة قوية، تعتمد على عقائد غالية تبناها خلال حكمه، وأصبحت السمة التي ميزت هذه الدولة، ونهجها الغالي والمتطرف في التعامل مع الخصوم.

 الدولة الصفوية:

اعتمد إسماعيل الصفوي خلال مدة حكمه على الكثير من الخرافات التي كان يطبعها في أذهان أتباعه، فقد كان يؤكد لمريديه أنه لم يكن ليتحرك إلا بمقتضى أوامر الأئمة الاثني عشر، وأنه كان معصوماً، وليس بينه وبين المهدي فاصل، وهو المشار إليه في قوله تعالى (وأذكر في الكتاب إسماعيل)، ومما يرسخ هذه الفكرة في إذهان مريديه أنه كان يظن أن كلامه ليس مثل البشر، وإنما هو وحي يوحى، وكان يغلو في علي ويأمر أصحابه بالسجود له، بوصفه خليفة الله في الأرض كآدم لما سجد له الملائكة، قال الشوكاني: ((وكان يدعي الربوية وكان يسجد له عسكره ويأتمرون بأمره)) [1].

 ولكن الأمر المهم في سياسة إسماعيل الصفوي هي تلك القسوة التي واجه بها مناوئيه في نشر فكره وعقائده، وقد تمثلت بالمجازر الدموية التي اتسمت بها حملاته العسكرية في مدن خراسان والعراق وما وراء النهر، خاصة تجاه الأغلبية الساحقة من سكان إيران في ذلك الوقت، والتي كانت تعتنق على مذهب أهل السنة والجماعة، ويذكر لنا علي بن سلطان القاري (ت 1014هـ) قصة مؤثرة لسياسته تجاه علماء أهل السنة في إيران، والأمر المهم في هذه القصة أنها تمثل نقل شاهد عيان عاصر الحدث ونقله لنا بامانة وعلمية، حيث يقول[2]:

 وَلقد صَدقَ الصديقي[3] في مَقامِه الحقيقي، وَوَافق كلام أستاذي المرحُوم في عِلم القراءة، مَولانا معين الدين بن الحافظ زين الدينمن أهل زيارتكاه، وهوَ أول مِنْ استشهد أيام الرافضَة في سَبيلِ الله، وَذلك أنه لما ظهَر سُلطانهم المسَمى بشاه إسمِاعيل، وَفتحَ مَلك العِراق بَعدَ القالَ والقيل، وَفشوّا القِتال وَالقتِيل، أرسَلَ إلى خراسان مكتوباً فيه إظهار غلبَته في هَذا الشأن، وكَتبَ في آخِرهِ ِسَبّ بَعض الصحَابة مِنْ الأكابر والأعيان.

 وكانَ الحِافظ المذكور خَطيباً في جامع بَلد هراة المشهُور، فأمرَ بقراءتهِ فوَقَ المنبر بالاملاء عندَ حضُور العلماء والمشَائخ وَالأمَراء، ومِنْ جُملِتهم العَلامَة الوَلي شيخ الإسلام الهروي([4])، سبط المحقق الرباني مَولانا سعد الدين التفتازاني، فلما وَصَل الخطيب إلى مَحِل السَبِّ انتقل مِنه عَلى طَريق الأدب، فتعصّب كلاَب الأرفاض لهَذَا السبب، وقالوا: تركت المقصُود الأعظم وَالمطلوب الأفخم، فأعد الكلام لتكُون على وجه التمَام، وَتوقف الَخطيبُ في ذلك المقام، فأشارَ شيخ الإسلام إليه أن يقرأ ما هو المسطور لَدَيه، لأن عَندَ الإكراه لا جناحَ عَليه، فأبى عَن السبِّ وصمم عَلى اختيار العزيمة على الرخصة الذميمة، فنـزلوُه وقتلوه وحَرقوه.

  ثُمَّ لمَا جاءَ السلطَان إلى خراسَان، وطلبَ شيخ الإسلام وسائر أكابر الزمان، وأمرَ الشيخَ بالسبِّ في ذلك المكان، أمتنعَ عَنه رضاء للرحمةِ، فاعترضَ عَليه بأنَّك أمرتَ بِهِ الخطيب سَابقاً، فكيَفَ تخالف الأمر لاحقاً، فقالَ: ذاكَ فتوى، وَهَذا كَمَا ترى تقوى، وَأيضاً ذلكَ الوُقت كانَ أيامَ الفتنة التامة، وَهجُوم الخلائق وَالعَامة، وَرأيت اليَوم في تَخت السّلطنة التي تجبُ عليك فيه العَدَالة، وَسماعَ مَا يتعَلق بِهَذِهِ المقَالَة، وَتَصحِيح مَا يكُون العَمل بِهِ أولى في هَذِهِ الحَالَة.

 فسَألَهُ عَن كيفِيته وَتحقِيق مَاهِيته وكميته ؟.

 فقالَ له: أفعلْ أحَد هذين الشيئين مِنْ الأمرَين الحسنين:

 أولهما: أني اثبت لك أنَّ مذهب أهل السنة وَالجماعَة هو الحق وغيره هُوَ البَاطِل المطلق، وذلك بأني أظهر لكَ تصَانيفَ آبائكَ وَأجدَادكَ مِنْ المَشائخ الذين سَلَفوا في بلادكَ بخطُوطهم، وَتعمل بما في سُطوُرهم وفق مَا في صدوُرهم، وإنْ كانُوا الآن في قبورهم.

 وَثانِيهما: أنَّكَ تنادي عُلماء مذهَبك وفضلاء مشربك فتبَاحثت في مَجلسكَ، فمَنْ غَلب في الحجة نَقلاً وَعقلاً، فَيُتِبع فرعاً وأصلاً.

 فشاور وزرائه وأمرَائه وعلمائه وفقهائه، فقالُوا لهُ: هَذَا عَالمٌ كبَيرٌ وفضله كثير لا يغلبه أحَدٌ منا في الكلاَمِ، وآبائكَ وَأجدَادكَ صَنفوا في زمَان السنة، وَكانَ يجبُ عَليهم التقيَّة في هَذِهِ القضِية فتبعهم وَصَارَ مِنْ أهل الطغيان وَالكفران، كفرعَونَ حَيثُ شاورَ هَامَانَ، فقتله شهيداً وجَعلهُ سَعِيداً.

 إن هذه الحادثة التي رويت على لسان شاهد عيان من أهل هراة، وعالم مشهور له مكانته العلمية في ذلك الزمان تعطي انطباعاً واضحاً للقارئ لفهم مفهوم (الصفونة)، إذ تعتمد بالدرجة الأساس على إقصاء المخالف، وفرض العقيدة الصفوية التي تبناها إسماعيل ومن جاء بعده من أولاده، ولم يكن إسماعيل الصفوي يتمتع بأي علمية فكرية تؤهله لقيادة الشيعة الاثني عشرية في إيران، خاصة مع تطرف الفكر، وامتزاجه بسياسة التوسع والسيطرة التي جبل عليها، فكان لا بد الاستعانة بعدد من علماء الإمامية لنشر المذهب، وتأسيس مدرسة جديدة تتخذ من (الصفونة) منهجاً لها.

 وقد تمت هذه الخطوة في عهد الشاه طهماسب، الذي لم يكن بمستوى والده إسماعيل، إلا أن حاشية أبيه، والمقربين إليه من أصحاب الفكر الصفوي نصحوه باستقدام علماء الشيعة إلى إيران، ورغم وجود العديد من هؤلاء العلماء في العراق والبحرين، وحتى في إيران نفسها إلا أن الشاه طهماسب حرص على اختيار عالم من علماء الشيعة، مشهود له بالتعصب والغلو، ووقع الاختيار على الشيخ علي بن عبد العالي الكركي (ت 940هـ)، الملقب عند الشيعة بالمحقق الثاني، لينهض بأعباء هذه المهمة، فاستقدمه من جبل عامل بسوريا، وأوكل إليه مهمة تأسيس مدرسة فكرية – عقائدية جديدة، وفقاً لسياسة الصفونة التي تتبناها الدولة، وقد قام الكركي بهذه المهمة أفضل قيام من خلال التأكيد على عنصرية الدولة، وتم عملياً الاستغناء عن الإمام الغائب، وتوكيل الشاه بكل صلاحياته الدينية والسياسية، وفي هذه المرحلة حصل تطور كبير إذ استنتج الكركي نظرية النيابة العامة عن الامام الغائب باعتبار ان الامام الفقيه الجامع للشروط قادر على اعطاء الشرعية للسلطان، فأجاز المحقق الكركي حكم الشاه اسماعيل وبعده الى ابنه طهاسب.

 وتعد هذه النظرية من أهم دعامات الفكر السياسي الشيعي، ذلك أنها لازالت تعتمد حتى يوم الناس هذا، وإن ظهرت بإطار آخر على يد الخميني، الذي جعل لها عنواناً جديداً هو (ولاية الفقيه)، لكن ما جاء به الخميني لم يكن من بنات أفكاره، وإنما هو تطوير أو قل تحوير لنظرية الكركي في تفويض أمور الدنيا من الإمام الغائب إلى سلطة دنيوية ممكن أن تتخذ سبيلاً جديداً يحمل على عاتقه السيطرة السياسية والفكرية على شيعة العالم من خلال القاعدة نفسها التي نادى بها أرباب الدولة الصفوية، ولكن الأمر الأخطر في هذه النظرية قائم على تفضيل العنصر الفارسي على الشعوب الإسلامية الأخرى، حتى لو كانت بعض هذه الشعوب تعتنق المذهب نفسه، كما أنها حاربت على مدار قرون طويلة ما اصطلح على تسميته بـ (التشيع المعتدل) القائم على التعايش مع أهل السنة في المناطق التي تنتشر فيها بعض الأقليات الشيعية.

 سياسة الصفونة:

 من المعروف للجميع أن العالم الغربي دعم بكل ثقله، الثورة التي قادها الخميني ضد شاه إيران، ووفر له سبل النجاح والتمكين، وفعلاً قامت في إيران دولة أطلقت على نفسها بـ (الجمهورية الإسلامية) وهي لا تحمل من الإسلام إلا اسمه، وإنما الأصح أن يطلق عليها الجمهورية الصفوية، لأنها لا تقل وحشية أو دموية عن الدولة الصفوية، وريثتها، والسائرة على نهجها.

 فمنذ تلك الأيام و حتى يومنا هذا تمارس الحكومة الأستبدادية في ايران، والتي تدّعى أنها جمهورية اسلامية، تمارس أبشع أنواع الظلم والتميز ضد علماء و دعاة و شباب و مثقفي وابناء أهل السنة.

 وهذه بعض الحقائق الثابتة حول أوضاع المأساوية التي يعيش فيها أهل السنة و الجماعة في إيران في ظل نظام الخميني:-

 1. يتكلم حكام إيران خارج إيران عن حرية أهل السنة في بيان عقائدهم وممارسة طقوسهم، وهذا كله كذب و تضليل الناس وتشويه للحقائق، فالشيعة في ايران أحرار في نشر عقائدهم وممارسة طقوسهم وتأسيس منظمات واتحادات في حين ليس لأهل السنة شيء من هذه الحقوق بل هم يظلمون و يطردون و يسجنون و يقتلون.

 2. منع أئمة وعلماء أهل السنة من إلقاء الدروس و الخطب في المدارس والمساجد والجامعات ولا سيما القاء الدروس العقائدية، والاّ يجب أن يكون بأمر من (وزارة الارشاد الإسلامي) وتحت مراقبة وزارة الأمن و الاستخبارات ويجب أن لا يخرج الامام عن الحدود المقرر له واذا خرج فيتهمونه بالوهابيّة! أو ما شابه ذلك، بينما لأئمتهم ودعاتهم الحرية المطلقة في بيان مذهبهم بل التعدي على عقيدة أهل السنة و سب الصحابة الكرام

 3. وضع مراكز ومساجد أهل السنة تحت المراقبة الدائمة وتجسس رجال الأمن وأفراد الاستخبارات على جوامع أهل السنة لا سيما ايام الجمعة ومراقبة الخطب والأشخاص الذين يتجمعون في المساجد أو المراكز.

 4. جميع وسائل الإعلام و النشر كالإذاعة و التلفزيون و الكتب و الجرائد و المجلات مسخرة لأئمتهم وأبناء طائفتهم ليستخدمونها كما يشاءون في حين ليس لأهل السنة سهم في تلك الوسائل بل تستعمل هذه الوسائل لضربهم و تضعيفهم.

 5. حرمان شباب وأبناء أهل السنة لاسيما المثقفين منهم من تأسيس منظمات و تنظيم ندوات واجتماعات خاصة بهم مهما تكون نوعها أو حجمها.

 6. منع بيع وشراء وانتشار الكتب الاعتقادية لأهل السنة، ومنع كتب العلماء البارزين مثل كتب الامام ابن تيمية و ابن القيم ومحمد بن عبد الوهاب و علماء أخرون.

 7. منع دخول أي كتاب أو أية منشورات أو مجلات إسلامية من الدول العربية أو الإسلامية الاّ بعد أن تمرّ بـ (وزارة الارشاد الاسلامي) وتوافق هي عليها.

 8. ان أهل السنة في ايران محرومون من بناء المساجد والمراكز والمدارس في المناطق التي الأكثرية للشيعة، فمثلاّ: يعيش في طهران حوالي مليون شخص من أهل السنة ولكن ليس لديهم أي مسجد أو مركز يصلون أو يجتمعون فيه، بينما توجد كنائس للنصارى واليهود ومعابد للمجوس، كل ذلك تحت ذريعة الحفاظ على وحدة المسلمين (السنة و الشيعة) وتجنب التفرقة بينهم في حين للشيعة مساجد وحسينيات ومراكز في المناطق التي الأكثرية للسنة، ويجب أن نشير الى أن هناك مدن كبيرة ليست فيها أي مسجد لأهل السنة مثل مدن: اصفهان، يزد، شيراز، ساوة، كرمان وغيرها من المدن. والحكومة الايرانية قد قرّرت عدم السماح ببناء أي مسجد لأهل السنة في العاصمة طهران وفي مشهد وشيراز.

 9. هدم واغلاق المساجد و المدارس والمراكز الدينية لأهل السنة.، مثل: هدم مسجد (جامع شيخ فيض) الواقع في شارع خسروي في مدينة مشهد بمحافظة خراسان في 18/7/1994 م و تحويله الى حديقة للأطفال.

 10. اغلاق عشرات المساجد و المراكز الدينية مثل: مدرسة ومسجد نور الإسلام في مدينة جوانرو في كردستان، مسجد ومدرسة شيخ قادر بخش البلوشي في محافظة بلوشستان، مسجد لأهل السنة في هشت ثر في محافظة جيلان، مسجد حاج أحمد بيك في مدينة سنندج، مركز محافظة كردستان، مسجد في كنارك في ميناء ضابهار ببلوشستان، مسجد في مدينة مشهد في شارع 17 شهريور، مسجد الإمام الشافعي في محافظة كرمانشاه في كردستان، مسجد أقا حبيب الله في مدينة سنندج بكردستان، مسجد الحسنين في شيراز، مسجد ومدرسة خواجة عطا في مدينة بندر عباس بمحافظة هرمزكان، مسجد النبي في مدينة ثاوة في كردستان، مدرسة مولانا جلال الدين منصور أقايى، مدرسة خليل الله في مدينة سنندج.

 11. اعتقال وسجن عدد كبير جداَ من الشيوخ الأفاضل والعلماء البارزين وطلبة العلم والشباب المخلصين الملتزمين دون أي ذنب أو ارتكاب أية جريمة فقط لأنهم متمسكين بعقيدتهم الاسلامية ويدافعون عن الحق ويطالبون بحقوقهم الشرعية. منهم: مولانا عبدالله قهستانى، الشيخ عبد العزيز سليمى، الشيخ أحمد رحيمى، مولانا إبراهيم دامني، مولانا عبد الغني شيخ جامى، مولانا عبد الباقي شيرازي، مولانا سيد أحمد حسينى، الشيخ عبد القادر عزيزى، الشيخ عبدالله حسينى، مولانا جوانشير داوودى، مولانا نورالدين كردار، مولانا سيد محمد موسوى، الشيخ عمر شابرى السنندجى، مولانا غلام سرور سربازى، الشيخ خالد رحمتى وعدد كثير من أعضاء منظمتنا (منظمة خبات الثورية الاسلامية في كردستان ايران) و أعضاء (مكتب القرآن) و تنظيمات أسلامية أخرى.

 12. قتل أو اغتيال أو اختطاف ثم اعدام العشرات من العلماء و الدعاة البارزين و المئات بل الألاف من المثقفين و طلبة العلم و الشباب الملتزمين من أهل السنة و الجماعة. منهم: الشيخ العلامة ناصر سبحانى، الشيخ عبدالوهاب صديقى، الشيخ العلامة أحمد مفتى زادة، الشيخ الدكتور علي مظفريان، الشيخ عبدالحق، الشيخ الدكتور أحمد ميرين سياد البلوشي، الشيخ محي الدين خراسانى، المهندس فاروق فرصاد، الشيخ العلامة والقاريء الكيبر محمد ربيعي، الاستاذ ابراهيم صفي زادة، الشيخ نظر محمد البلوشي، الشيخ دوست محمد البلوشي، الشخ محمد ضيائي، الشيخ عبدالملك ملازادة، الشيخ عبدالناصر جمشيد زهي، الشيخ القاضي بهمن شكوري اضافة الى مئات من أعضاء منظمة خبات الثورية الاسلامية في كردستان ايران و التنظيمات الاسلامية الأخرى.

 أما جرائمهم ضد بيت الله الحرام في مكة المكرمة، فهي تذكرنا بما فعله من قبل أجدادهم القرامطة، فقد حاولوا طوال عشر سنوات من عمر الجمهورية الصفوية زعزعة الأمن والاستقرار في بيت الله الحرام وفي مواسم الحج، ففي عام 1406 عرض التلفزيون السعودي صور لمادة (TNT) وهي عبارة عن عجائن متفجرة أدخلوها إلى البلاد المقدسة، كما قام الرافضة ينددون بأمريكا بالسكاكين وجميع أنواع الأسلحة البيضاء أين في حرم الله الآمن في شهر الله الحرام 6/12/1407هـ.

 

خلاصة القول:

 يمكن القول بصورة مجملة أن الصفونة هي عبارة عن حركة عنصرية تتخذ التشيع غطاء لها للوصول إلى تحقيق منجزات سياسية واقتصادية وفكرية، وتعتمد على تفضيل العنصر الفارسي على غيره من العناصر الأخرى، وإن كانت تشاطها العقيدة نفسها، وقد اعتمدت على أسس الحركات العنصرية التي ظهرت عبر التاريخ، خاصة فيما يتعلق بسياستها تجاه خصومها، وتركيزها على حكم (الفقيه) صاحب السلطة المطلقة المستمدة من الإمامة الغائبة، كما حملت بين طياتها عقدة الاضطهاد، المتمثلة بوجود أقليات من الشيعة في بعض البلدان الإسلامية، فكانت سياسة التدخل في شؤون الغير هي السمة الغالبة على ولاية الفقيه، وإن كانت تخفي بين طياتها طموحات توسعية، وليس أدل على ذلك مما يحدث في العراق حالياً من إقصاء التيار الشيعي المعتدل، وغالبة الغلاة على مقدرات التشيع فيه، بل غلبة العنصر الفارسي على المراجع الدينية في كل من النجف وقم، وترسيخ عقيدة الازداء ضد العرب خاصة، حتى لو كانوا من علماء الشيعة أنفسهم، ولعل افضل مثال على ذلك: الحملة التي شنت ضد محمد حسين فضل الله المرجع اللبناني المشهور، أما في العراق: فقد تم إقصاء كل المراجع العربية من أمثال: الشيخ جواد الخالصي، ومحمود الصرخي، وحسين المؤيد عن سدة الفتوى والتقليد عند عوام الشيعة وتمت محاربة جهودهم الإصلاحية للتقريب بين الشيعة وأهل السنة ووضع العراقيل أمام ظهورهم الإعلامي وبالتالي تحجيم دورهم السياسي والاجتماعي وحتى الديني عند الشيعة العرب.

 

 ([1]) البدر الطالع: 1/271.

 ([2]) شم العوارض في ذم الروافض: ص 41 وما بعدها.

 ([3]) هو قطب الدين محمد بن الشيخ أبي الحسن محمد بن محمد الشافعي الأشعري المصري الصديقي البكري، يعود نسبه إلى أبي بكر الصديق، برع في الكلام والتفسير والأصول، وفاته سنة 993هـ. النور السافر: ص 369 ؛ شذرات الذهب: 4/431.

 ([4]) هو سيف الدين أحمد بن محمد بن سعد الدين مسعود التفتازاني الحنفي، يعرف بحفيد التفتازاني، رئيس العلماء بهراة، قتل سنة 916هـ. هدية العارفين: 1/138.

المقالات الأخيرة

المزيد