جواد الخالصي: أئمة المذاهب الأربعة لم يكونوا مخالفين لأهل البيت
أوضح آية الله الشيخ جواد الخالصي أن أئمة المذاهب الأربعة السنية لم يكونوا يختلفوا في أصولهم عن منهج الصادق وأئمة أهل البيت رحمهم الله، وأن أئمة المذاهب السنية كانوا من تلاميذ الإمام الصادق الأوفياء.
جاء ذلك في خطبة الجمعة بالمدرسة الزهراء في جامعة مدينة العلم للإمام الخالصي الكبير في الكاظمية ببغداد بتاريخ 27شوال 1430ه ـ الموافق 16 تشرين الأول 2009م، حيث استعرض آية الله الشيخ جواد الخالصي رأيين متضادين تنقلهما الروايات، الأول يشير إلى أن أئمة أهل السنة كانوا على وفاق مع الصادق وأهل البيت رحمهم الله، والثاني يشير إلى نقيض ذلك، ثم قال الخالصي: "لو أخذنا هذه الروايات على ظاهرها فأيهما الأصلح؟... أن تؤخذ روايات الوفاق والوئام... أم تؤخذ روايات الشقاق والاختلاف؟... لا شك أن الأصلح هو الأخذ بروايات الوفاق والوئام"، وقال: " لا شك أن العقلاء والصالحين يأخذون بروايات الوفاق والالتئام والإتباع الحسن".
كما ذكر الشيخ جواد الخالصي في الخطبة بأنّ أتباع المذاهب الأربعة من أهل السنة والشيعة اليوم لا يخرج منهجهم جميعاً عن طريق أهل البيت، وقال الخالصي: "فأنني أعتقد بأمر قد يكون غريباً على كثير من الناس، وان كان الشياع المطبق على معارضته قد بدأ بالانحسار منذ زمن لا بأس به، ومن الغريب أنني سمعته من بعض كبار العلماء الذين يُحسبون على المدرسة التقليدية من الذين لا يتوقع منهم أن يقولوا مثل هذا الكلام... والقول هو بشكل مختصر: أن الذي بقي عند المسلمين اليوم ممن يسمّون بالسنة أو الشيعة هو طريق واحد.... هو طريق آل البيت (عليهم السلام)... وان اختلفت بعض الروايات وبعض الأحكام، فان الفقهاء والأئمة من الذين اتبعوا فيما يعرف اليوم بمذاهب المسلمين، طبعاً نحن لا نعترف بشيءٍ اسمه المذاهب في الإسلام -والحديث لايزال للخالصي ثم قال:- هؤلاء جميعاً كانوا من تلاميذ مدرسة أهل البيت ومن أتباعهم".
من جهة أخرى بيّن الشيخ جواد الخالصي بأن أئمة المذاهب السنية كانوا مثل أئمة أهل البيت في عدم مداهنة الطغاة وسلاطين الجور، وقال: "والحقيقة أنهم لم يكونوا في يوم من الأيام على وفاقٍ مع المُلك العضوض وأصحاب المُلك العضوض... وهذا هو منهج الأئمة من آل البيت (عليهم السلام)، وهذه واحدة من تجليات إتّباعهم لائمة الهدى من آل محمد (صلى الله عليه واله وسلم)... فلا يقال إن فقهاء الأمة كانوا وعاظ سلاطين، بل على العكس تماماً، بل هم على المنهج العام الذي يقترب من منهج أهل بيت رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم)".
الشيخ جواد الخالصي من مواليد منطقة الكاظمية، ببغداد عام 1952م، وهو من أسرة علمية معروفة فوالده المراجع محمد الخالصي وجدّه المرجع محمد مهدي الخالصي ولكل واحد منهما بصماته التي تركها على الساحة، كما أن جواد الخالصي أمين عام التنظيم الإسلامي المعروف باسم (الحركة الإسلامية في العراق)، ويشرف على كلية مدينة العلم الجامعية بالكاظمية التي تأسست عام 2004م، وهو معروف بمواقفه المعتدلة والدعوة إلى وحدة المسلمين ونبذ الطائفية.
نص الخطبة:
• تمر علينا في هذه الأيام ذكرى عظيمة وجليلة وهي واحدة من ذكريات العلم والهدى والإيمان والتقوى والصلاح، وهي ذكرى وفاة إمامنا وإمام الأمة وهادي البشرية إلى دين نبيها جدِّه المصطفى محمد(صلى الله عليه واله وسلم).... وهو الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليهما السلام )، وقد سمعنا وسمعتم أن بعض المتكلمين من الذين يريدون أن يمدحوه (عليه السلام) كتبوا على بعض اللافتات التي رفعوها هنا وهناك بأنه سلام الله عليه مؤسس مذهب الإمامية أو الجعفرية إلى آخر هذه الأوصاف.... نحن نقول وهو الحق (إن شاء الله): أن سيدنا ومولانا أبا عبد الله جعفر الصادق (عليه السلام) لم يؤسس مذهباً ولم يَقمْ تلامذته وأتباعه والسائرون على منهجه ممن سُمّوا بأئمة المذاهب بعمل من هذا القبيل.... أي أن النعمان بن ثابت والشافعي ومالك واحمد بن حنبل والأوزاعي والثوري والليث بن سعد وكثير من الفقهاء لم يؤسسوا شيئاً اسمه مذهب وإنما هم فقهاء يجتهدون في كتاب الله وسنة رسوله(صلى الله عليه واله وسلم) وقد شاع بين الناس أن أئمة وفقهاء المذاهب الإسلامية كانوا على النقيض من سياسة وتوجهات الأئمة من آل البيت (عليهم السلام)... وخصوصاً الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام)، ونُقل عنهم أيضا أشياء تدل على إتباعهم واقتدائهم والتزامهم بخط الأئمة من أهل البيت، ونحن اليوم بالخيار على فرض أننا سنقبل الروايات المختلفة ولا نناقش الأسانيد ولا الدلائل ولا ظروف الروايات لكي نراها هل هي صحيحة أم خطأ!... لو أخذنا هذه الروايات على ظاهرها فأيهما الأصلح؟... أن تؤخذ روايات الوفاق والوئام... أم تؤخذ روايات الشقاق والاختلاف؟... لا شك أن الأصلح هو الأخذ بروايات الوفاق والوئام....فإذا كان هنالك إنسان من الفقهاء قد تربى في مدرسة جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) وتتلمذ عليه وقال (لولا السنتان لهلك النعمان)... وجاء فقيه آخر متهم بقيادة الحزب العلمي في اليمن فيُساق من هناك مكبلاً إلى بغداد ليعرض على (محكمة الثورة) آنذاك وقد اقترب هذا الرجل من الموت وكاد أن يقتل على أيدي أولئك الظالمين، لولا أن الله تعالى انطقه بكلمات معينة وتشفّع له أناس فنجي من القتل، وآخر يقول أن عمل أهل المدينة ليس المقصود منهم السقاءين والحمّالين والكسبة وضعاف الناس من عباد الله، وهم عباد مكرّمون ومحترمون، ولكن لا دور لهم في الاستدلال الفقهي حتى يكونوا مقصودين بقول هذا الرجل وهو من الفقهاء.... المقصود بأهل المدينة هم آل رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم)، ومَنْ تتلمذ على أيديهم ومدرستهم وسار على منهجهم. وآخر يقول أن علياً (عليه السلام) قد زيّن الخلافة ولم تزينْه الخلافة، وان ما قاله رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) في علي (عليه السلام) لم يقله في أحد من أصحابه، والآخر يقول أن من شرف المرء أن يكون خادماً عند آل البيت.... وأحد الفقهاء قد وقف من الثوار من آل البيت كمحمد النفس الزكية وأخيه إبراهيم وقبلهما مع زيد بن علي بن الحسين (عليه السلام) وساندوا سيرة آل البيت وسُجنوا وعذبوا واضطهدوا وشردوا.... فهل من الأفضل أن نأخذ هذه السيرة الظاهرة القطعية، أو أن نأخذ بعض الروايات التي تقول أنهم قد خالفوا أهل البيت في كل شيء؟... حتى أن احدهم قال : خالفت جعفر بن محمد في كل شيء ولا أدري هل يفتح عينيه في السجود حتى أغمضهما أو يغمضهما حتى افتحهما!... هذا الكلام ليس كلام عالم ولا كلام عاقل لان العناد لا يُبنى به دين ولا تُنشأ عليه أحكام.... فما هو الصحيح الذي ينبغي أن يؤخذ من هذه الروايات التي قد تبدوا أنها مختلفة؟ ... لا شك أن العقلاء والصالحين يأخذون بروايات الوفاق والالتئام والإتباع الحسن، وعلى هذا فأنني أعتقد بأمر قد يكون غريباً على كثير من الناس، وان كان الشياع المطبق على معارضته قد بدأ بالانحسار منذ زمن لا بأس به، ومن الغريب أنني سمعته من بعض كبار العلماء الذين يُحسبون على المدرسة التقليدية من الذين لا يتوقع منهم أن يقولوا مثل هذا الكلام... والقول هو بشكل مختصر: أن الذي بقي عند المسلمين اليوم ممن يسمّون بالسنة أو الشيعة هو طريق واحد.... هو طريق آل البيت (عليهم السلام)... وان اختلفت بعض الروايات وبعض الأحكام، فان الفقهاء والأئمة من الذين اتبعوا فيما يعرف اليوم بمذاهب المسلمين (( طبعاً نحن لا نعترف بشيءٍ اسمه المذاهب في الإسلام))...هؤلاء جميعاً كانوا من تلاميذ مدرسة أهل البيت ومن أتباعهم... وقد سجنوا وعُذبَ بعضهم من أجل الموقف الصائب الذي اقتنعوا بلزوم الالتزام به....وإذا رويت روايات مخالفة فيمكن أن تحمل على محمل (( التقية)). وهذا أمر عجيب أن هشام بن الحكم وهو من تلاميذ إمامنا الصادق وغير هشام نُقلت عنهم أمور غريبة بعضها فيه التجسيم وبعضها فيه الغلو وبعضها فيه المخالفة القطعية، ولكن الرواة يقولون أن هذا الكلام الذي نقل عن هشام وعن أمثال هشام من أصحاب الأئمة (عليهم السلام) إنما قالوه تقية لكي لا يظهروا أنهم من أتباع الأئمة، لان الذي يتهم بأنه من أتباع الأئمة من أهل البيت (عليهم السلام) سيكون محكوماً عليه بالفناء وبالمتابعة والمراقبة وكتابة التقارير والإشاعات، وقد يصل الأمر إلى القتل من قبل حكام الجور والظلم ...... كان الوضع شديد الخوف وشديد الإرباك للناس كافة وبعض الفقهاء كما في كل زمان ومكان.... يوجد مصطلح معروف بين الناس عن بعض العلماء زمن الاحتلال البريطاني الأول: أنهم كانوا يسمونهم (( علماء الأوفيس)) وتعني باللغة الانكليزية الدائرة أو المكتب. فكان هؤلاء يراجعون دوائر الاحتلال البريطاني... ثم ألا يوجد (علماء) في هذا الزمان يُسمون بعلماء الاحتلال الحالي؟... وبدأ الناس يسخرون ويستهزئون بهم وينسبون فلاناً وفلاناً إلى فلان من أئمة الضلال والاحتلال... فبعض الناس في ذلك الوقت حتى من أدعياء العلم صاروا من علماء السلطان، ولكن كان هنالك علماء صالحون في كل زمان وفي كل وقت رفضوا أن يذعنوا ورفضوا أن يستسلموا ورفضوا أن يقرّوا للسلطان الطاغي الظالم بأية ولاية على المسلمين، فضلاً عن ولاية الكافر المحتل الذي جاء إلى بلادنا غصباً وظلماً وعدواناً ..... هذه صور من الحقائق التي كانت خافية على الناس سنين طويلة... وفي كل فترة كان هنالك حكام يريدون أن تبقى هذه الجهالة على وضعها لأنهم هم المستفيدين من هذه الجهالة، فإذا اعتبر الإمام أبو حنيفة والشافعي وغيرهم من الأئمة مؤيدين للسلطان العضوض المتوارث فهذا لمصلحة المُلك العضوض وأصحاب المُلك العضوض، والحقيقة أنهم لم يكونوا في يوم من الأيام على وفاقٍ مع المُلك العضوض وأصحاب المُلك العضوض... وهذا هو منهج الأئمة من آل البيت (عليهم السلام)، وهذه واحدة من تجليات إتباعهم لائمة الهدى من آل محمد (صلى الله عليه واله وسلم).
• كان الإمام الصادق (عليه السلام) يحذر الناس من الانحراف بكل الألوان والأشكال، ويدعوهم إلى كتاب الله وسنة رسول الله وإتباع منهج الحق وإلى الخوف من الله وعدم الانحياز للظالمين.... والآية الكريمة كانت هي الشعار (( وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ)). لا تقترب من الظالم لان نار العذاب التي تصيبه ستصيبك أنت حين تقترب منه وتتملق له .... فالإمام الصادق (عليه السلام) كان يحذّر من الدخول في دواوين الظالمين والتعامل معهم... وقصة صفوان الجمال مشهورة ومعروفة.... صفوان الجمال كانت عنده مجاميع من الجمال يحمل عليها المسافرين، وكان يسمى بهذه المهنة...صفوان الجمّال... ذهب إلى الإمام (عليه السلام) فقال له يابن رسول الله أريد أن أُكري هذه الجمال للحاكم ليذهب عليها إلى الحج فما تقول؟... فقال له الإمام لا تفعل... فقال له لِمَ يابن رسول الله....فقال الإمام حين تكري جمالك لهذا الرجل وهو حاكم ظالم وجائر ألا تحب أن يبقى حتى يرجع فيعطيك أجرك؟... قال هذا الحب هو رغبة في بقاء الظلم ولو قليلاً. أحد الأئمة ( من أئمة المذاهب) يقول كلاماً لاحظوا اقترابه من هذا المفهوم: يقول لو دُعيت إلى بناء مسجد وعدَّ آجره (للسلطان طبعاً) ما فعلت، لأنه هذه إعانة للسلطان الظالم الجائر لبناء مسجد، لا يريد أن يعبد الله فيه وإنما يريد أن يخدع الناس.... هذا الكلام نابع من مدرسة آل محمد (صلى الله عليه واله وسلم) فلا يقال أن فقهاء الأمة كانوا وعاظ سلاطين، بل على العكس تماماً، بل هم على المنهج العام الذي يقترب من منهج أهل بيت رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم).
• الإمام الصادق (عليه السلام) كان يعطي المواقف الفكرية والسياسية ويدعو الأمة إلى العودة إلى الله على أساس الوعي والإقناع والإفهام ومواجهة المدارس الوافدة. ناقش الفلاسفة والدهريين، وجادل الملاحدة، جلس معهم في بيت الله يناقشهم وله رواية مشهورة نقلها أحد أصحابه حول التوحيد وكيف كان يجادل المنكرين لوجود الله تعالى .... بعض الملاحدة أو الزنادقة كما يعرفون في ذلك الوقت، اتفقوا على معارضة القرآن لسنة قادمة بعد تلك السنة... جاءوا وجلسوا والتقوا في مكة، تصوروا أيها الأخوة...المؤامرة تجري على القرآن في مكة، فاعترف كل منهم انه بذل جهداً لسنة كاملة ليأتي بسورة أو يأتي بآية ليعارض بها القرآن فوجد نفسه مشغولاً طوال السنة ببلاغة آية واحدة من القرآن لم يغادرها إلى غيرها وهي قوله تعالى {وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاء أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاء وَقُضِيَ الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْدًا لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}...كانوا في اجتماعهم السري لا يعلم بهم احد فمرّ عليهم الإمام الصادق (عليه السلام) فقرأ قوله تعالى { قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا } هذا هو الدور العظيم للأئمة عليهم السلام في كونهم أمناء الكتاب والسنة والذي هو :
1. الحفاظ على الكتاب والسنة من التحريف والتزييف .
2. الحفاظ على العدالة من ظلم الظالمين وتسلط الجائرين .
3. الحفاظ على الأمة من مدارس الملاحدة التي تأتي من هنا وهناك .
4. الحفاظ على وحدة الأمة مع الحفاظ على الكتاب والسنة .
• نستنكر بشدة تكرر الجرائم البشعة التي تصيب أهلنا في العراق وإخواننا في كل مكان، هذه الجرائم تارة تكون بالانفجارات التي لا يشك احد في أن الفاعلين لها يملكون غطاءاً ونفوذاً يمكّنهم من الوصول إلى أهدافهم!... لان أي إنسان خارج مناطق النفوذ لا يستطيع ولا يملك القدرة أن يفعل هذا الشيء... وكل المبررات التي تذكر ليس لها معنى ولا يقبلها احد من الناس... ولكن هنالك جرائم أصبحت تمسّ كثيراً من الناس، وتمسّ المجتمع وتجري دون أن يعلم أهلها أين وصل التحقيق ومَنْ هو المجرم الفاعل؟... في الجرائم التفجيرية الكبيرة يمكن أن يقال أن المجرم يتستر على نفسه، ولكن جرائم القتل والاغتيالات التي تحصل في أماكن مختلفة هي الأخرى لا تصل إلى نتيجة .... قبل فترة وجيزة دخل مجموعة على صاغة من طائفة الصابئة فقتلوهم وسرقوا مالهم، وقال بعض المسؤولين أننا وجدنا هؤلاء وأمسكنا بهم... ولكن لا أحد يدري هل أمسكوا فعلاً أم أن هذا الإعلان كبقية الإعلانات للتخدير والإسكات... وقبل أيام حصل في جوار مدينة الكاظمية شيء مهول مماثل لما جرى آنفاً ... حيث جاء أناس بملابس شبه رسمية وبسيارات لا يملكها أحد من المستضعفين والسرّاق الصغار، إنما تملكها جماعات عليها غطاء واضح، دخلوا على بعض الأسواق فقتلوا أُناساً من الأبرياء من العاملين وسرقوا المحلات وفعلوا ما فعلوا وهذا يذكرنا بسرقة مصرف ( الزوية في الكرادة )... بالله عليكم هل حصل في أسوأ أيام تاريخ العراق؟... أن يقتل أناس من أجل سرقة مصرف بهذه الطريقة البشعة! ثم تحصل بعد ذلك الاتهامات المتبادلة ويضيع الحق بعدها، كأنه الغاية ليست أظهار المجرمين وإنما الصراع على الأصوات الانتخابية التي ينتظرونها. هذا أمر غريب أن يكون هنالك أناس يفكرون بالأرباح السياسية على حساب الدماء والأعراض.
• قلنا مراراً وتكراراً أن الإرهاب الذي يستهدف الناس جريمة لا يمكن أن يقبلها أحد من الخلق...ولكن القوم تعمدوا الخلط بينه وبين مَنْ رفض الاحتلال. امسكوا كثيراً من الناس ليوجهوا إليهم تهمة الإرهاب وقد اعترفوا علناً أن الذي يحارب المحتلين سيعامل نفس المعاملة، يبدوا أن الإرهاب قد اصطنع اصطناعاً حتى يحاسب المقاومون.
• نقدر موقف الحكومة التركية في رفضها إجراء المناورات مع الكيان الصهيوني، لان الشعب التركي يدين الجريمة التي حصلت على غزة. حبذا لو أن المسلمين اجتمعوا على موقف من هذا القبيل، ولو فعلوا لحصلوا على أشياء عظيمة.
• نستنكر بشدة قرار ما يسمى بمجلس النواب العراقي تمرير الاتفاقية الأمنية مع بريطانيا. وانتم تعلمون انه عاجز عن مناقشة أي شيء، إلا فيما يتعلق برواتب أفراده وامتيازاتهم ومخصصاتهم ( وهذا دليل آخر على وطنيتهم!!! التي يدّعونها).