الرحلة إلى النجف
عندما بلغ الشيخ شريعت سنكلجي السادسة والعشرين من عمره، رحل برفقة أخيه الشيخ محمد سنكلجي سنة 1297 هـ.ش (1336 هـ.ق/1917 م) إلى النجف لاستكمال المراحل العليا من دراسته الدينية. وفي النجف نال شريعت تحسين وإعجاب الأساتذة والمدرسين الكبار فيها لما لمسوه فيه من علم وفضل وإحاطة، ودرس في النجف على أكابر علمائها فحضر دروس المرجع الكبير السيد أبو الحسن الأصفهاني (ت 1365 هـ ق) ودروس الآغا ضياء الدين العراقي (ت 1361 هـ ق)[17]. وبعد أن أمضى شريعت في النجف أربع سنوات ونيِّف، قرَّر العودة إلى الديار لاستئناف نشاطه التبليغي ومهمته الدعوية التي نذر حياته لها.
[17] مرتضى مُدَرِّسي چهاردهي، سيماى بزرگان [ملامح العظماء]، ص 182 – 183. ومن الجدير بالذكر أن مرتضى مُدَرِّسي چهاردهي كان من تلاميذ شريعت سنكلجي ومن الذين يشاطرونه الفكر والعقيدة؛ لذلك فإن المعلومات التي يذكرها في كتابه عن شريعت سنكلجي تتمتع بأهمية خاصة. وكنموذج لهذه المعلومات المهمة معرفته بدقة للاسم الحقيقي لشريعت الذي ذكرت عدد من المصادر خطأً أنه محمد حسن أو غلام رضى في حين أنه ذكر أن اسمه الأصلي كان ميرزا رضا قلي وأن مرجع الشيعة الكبير السيد محمد كاظم الطباطبائي اليزدي هو الذي أطلق عليه لقب شريعت عندما لقيه في سن الشباب ولمس فيه العلم والمعرفة (انظر: محمد حسن شريف الدين مشكور، "نام ونسب شريعت سنكلجي"، مجلة آينده، العدد 12، (فروردين – خرداد 1363 هـ.ش، ص73).