أين الطريق؟
حينما يكبر الإنسان ويعقل تتوارد على ذهنه أسئلة كثيرة من مثل من أين جئت؟ ولماذا جئت؟ وإلى أين المصير؟ ومن خلقني وخلق هذا الكون من حولي؟ ومن يملك هذا الكون ويتصرف فيه؟ إلى غير ذلك من الأسئلة.
ولا يستطيع الإنسان أن يستقل بمعرفة إجابات هذه الأسئلة، ولا يقدر العلم الحديث أن يرتقي إلى الإجابة عنها؛ لأن هذه القضايا مما يدخل ضمن دائرة الدين، ولأجل ذلك تعددت الروايات، وتنوعت الخرافات والأساطير حول هذه المسائل مما يزيد في حيرة الإنسان وقلقه. ولا يمكن أن يقف الإنسان على الإجابة الشافية الكافية لهذه المسائل إلا إذا هداه الله إلى الدين الصحيح الذي يأتي بالقول الفصل في هذه المسائل وغيرها؛ لأن هذه القضايا تُعَدُّ من الأمور الغيبية، والدين الصحيح هو الذي ينفرد بالحق وقول الصدق؛ لأنه وحده من الله أوحاه إلى أنبيائه ورسله؛ ولذا كان لزاماً على الإنسان أن يقصد الدين الحق ويتعلمه ويؤمن به، لتذهب عنه الحيرة، وتزول عنه الشكوك، ويهتدى إلى الصراط المستقيم.
وفي الصفحات التالية أدعوك إلى اتباع صراط الله المستقيم، وأعرض أمام ناظريك بعض أدلته وبراهينه وحججه، لتنظر فيها بتجرد وتمعن وأناة.