فهرست کتاب

الأول: الإيمان بالله

الأول: الإيمان بالله

أن تؤمن بربوبية الله تعالى، أي أنه الرب الخالق المالك المدبر لجميع الأمور، وتؤمن بألوهية الله تعالى، أي أنه الإله الحق، وكل معبود سواه باطل، وتؤمن بأسمائه وصفاته، أي بأن له الأسماء الحسنى والصفات العلى الكاملة.

وتؤمن بوحدانية الله في ذلك، بأنه لا شريك له في ربوبيته ولا في ألوهيته ولا في أسمائه وصفاته، قال الله تعالى: ﴿رَّبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَمَا بَيۡنَهُمَا فَٱعۡبُدۡهُ وَٱصۡطَبِرۡ لِعِبَٰدَتِهِۦۚ هَلۡ تَعۡلَمُ لَهُۥ سَمِيّٗا٦٥ [مريم: 65].

وتؤمن بأنه لا تأخذه سنة ولا نوم، وأنه عالم الغيب والشهادة، وأنه له ملك السموات والأرض، ﴿۞وَعِندَهُۥ مَفَاتِحُ ٱلۡغَيۡبِ لَا يَعۡلَمُهَآ إِلَّا هُوَۚ وَيَعۡلَمُ مَا فِي ٱلۡبَرِّ وَٱلۡبَحۡرِۚ وَمَا تَسۡقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلَّا يَعۡلَمُهَا وَلَا حَبَّةٖ فِي ظُلُمَٰتِ ٱلۡأَرۡضِ وَلَا رَطۡبٖ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَٰبٖ مُّبِينٖ٥٩ [الأنعام: 59].

وتؤمن بأنه تعالى على عرشه عالٍ على خلقه، وهو أيضاً مع خلقه يعلم أحوالهم ويسمع أقوالهم ويرى مكانهم، ويدبر أمورهم، يرزق الفقير، ويجبر الكسير، يؤت الملك من يشاء، وينزع الملك ممن يشاء وهو على كل شيء قدير[101].

ومن ثمرات الإيمان بالله ما يلي:

1- يثمر للعبد محبة الله وتعظيمه الموجبين للقيام بأمره، واجتناب نهيه، وإذا قام العبد بذلك نال بهما كمال السعادة في الدنيا والآخرة.

2- أن الإيمان بالله ينشئ في النفس الأنفة والعزة؛ لأنه يعلم أن الله هو المالك الحقيقي لكل ما في هذا الكون، وأنه لا نافع ولا ضار إلا هو، وهذا العلم يغنيه عن غير الله، وينزع من قلبه خوف سواه، فلا يرجو إلا الله ولا يخاف سواه.

3- أن الإيمان بالله ينشئ في نفسه التواضع؛ لأنه يعلم أن ما به من نعمة فمن الله، فلا يغره الشيطان، ولا يبطر ولا يتكبر، ولا يزهو بقوته وماله.

4- أن المؤمن بالله يعلم علم اليقين أنه لا سبيل إلى الفلاح والنجاة إلا بالعمل الصالح الذي يرضاه الله، في حين يعتقد غيره اعتقادات باطلة كاعتقاد أن صلب ابن الله كفر عنه سيئاته، أو يؤمن بآلهة ويعتقد أنها تحقق له ما يريد، وهي في حقيقتها لا تنفع ولا تضر، أو يكون ملحداً فلا يؤمن بوجود خالق.. وكل هذه أماني، حتى إذا وردوا على الله يوم القيامة وعاينوا الحقائق أدركوا أنهم كانوا في ضلال مبين.

5- أن الإيمان بالله يربي في الإنسان قوة عظيمة من العزم والإقدام والصبر والثبات والتوكل حينما يضطلع بمعالي الأمور في الدنيا ابتغاء لمرضاة الله، ويكون على يقين تام أنه متوكل على ملك السموات والأرض، وأنه يؤيده ويأخذ بيده، فيكون راسخاً رسوخ الجبال في صبره وثباته وتوكله[102].

[101] انظر عقيدة أهل السنة والجماعة، ص7،11. [102] انظر عقيدة أهل السنة والجماعة، ص 44. ومبادئ الإسلام ص 80،84.