كيفية الحساب
المحاسبون يوم القيامة صنفان:
الأول: المؤمن يُـحاسب حساباً يسيراً وهو العرض ؛ ليعرف فضل الله عليه في العفو والمغفرة.
1- عن عائشةل أن رسول الله ج قال: «لَيْسَ أَحَدٌ يُـحَاسَبُ يَومَ القِيَامَةِ إلَّا هَلَكَ»، فقلت: يا رسول الله أليس قد قال الله تعالى: ﴿فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ٧ فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا٨﴾ فقال رسول الله ج: «إنَّمَا ذَلِكَ العَرْضُ، وَلَيْسَ أَحَدٌ يُنَاقَشُ الحِسابَ يَومَ القِيَامَةِ إلَّا عُذِّبَ». متفق عليه [47].
2- وعن ابن عمرب قال: سمعت رسول الله ج يقول: «يُدْنَى المُؤْمِنُ يَوْمَ القِيَامَةِ مِنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ حَتَّى يَضَعَ عَلَيْـهِ كَنَفَهُ، فَيُـقَرِّرُهُ بِذُنُوبِـهِ، فَيَـقُولُ: هَلْ تَعْرِفُ؟ فَيَـقُولُ: أَيْ رَبِّ أَعْرِفُ قَالَ: فَإنِّي قَدْ سَتَرْتُـهَا عَلَيْكَ فِي الدُّنْيَا، وَإنِّي أَغْفِرُهَا لَكَ اليَومَ، فَيُـعْطَى صَحِيْفَةَ حَسَنَاتِـهِ، وَأَمَّا الكُفَّارُ وَالمنَافِقُونَ فَيُنَادِي بِـهِـمْ عَلَى رُؤُوسِ الخَلائِقِ هَؤُلاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللهِ». متفق عليه [48].
الثاني: الكافريُـحاسب حساباً عسيراً، ويُسأل عن كل صغيرة وكبيرة، فإن صدق حوسب بما أقرّ به، وإن حاول الكذب أو الكتمان فإنه يُـختم على فمه، وتستنطق جوارحه كما قال سبحانه وتعالى: ﴿الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ٦٥﴾[يس: 65].
[47] متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (6537)، واللفظ له، ومسلم برقم (2876). [48] متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (2441)، ومسلم برقم (2768)، واللفظ له.