[في زَمَانِنَا أَصْبَحَتِ الأدعيةُ مليئةً بالخرافات والبِدع]
للأسف لقد انتشر في زماننا الجهل والغرور والبِدع انتشاراً واسعاً فأصبح الناس يعملون على نحوٍ مُخالف لأوامر القرآن باسم محبَّة المُقرَّبين من الله وبحُجَّة الرجوع إلى الأخبار والأحاديث الموضوعة والكتب غير المعقولة، ورغم أن رسول الله ص وأئمة الهدى بذلوا قصارى جهودهم كي لا يقول شخصٌ شيئاً خلافاً لكتاب الله، ولا ينسبَ إليهم قولاً مخالفاً لقول الله تعالى، إلّا أنَّ الناس كما آذوهم في حياتهم، قاموا بعد وفاتهم بِنِسْبَةِ ما شاؤوه من أقوال مُختَلَقَة إلى أسمائهم المُباركة ونشروها بين الناس بلا حساب ولا رقيب. فما أكثر الأدعية المُتضمِّنة لعبارات كفرية وشركية ومخالفةٍ للتوحيد، والتي أصبحت موضع اهتمام الناس عندنا، فلا عالم يهتم بذلك ولا مُصلحٍ ينهض لتصحيح ذلك ولا عاقل يقول شيئاً لإيقاظ الناس وتوعيتهم. فبعض الناس يلزم الصمت والسكوت خوفاً من المُسترزقين من الدين وبعضهم يلزم الصمت حفاظاً على دُكَّانه وعلى مُريديه، فيُماري العوام ويُداهنهم؛ وأما أكثر الناس، فمشغولون جداً في أمور الدنيا لا يجدون فرصة للتأمل والتفكير.
ونحن لما رأينا أننا مُكلَّفون ومأمورون من قِبَلِ الله، ومسؤولون أمام الله، نهضنا إلى بيان الحق وبيان ما فيه خير الأمة، قَبِلَ ذلك مَن قَبِله ورفضه مَن رفضه، لا ننتظر في ذلك جزاءً من أحد سوى الله.
إننا نأمل ونتوقع من أُولي الألباب والواعين أن يتعاونوا معنا في هذا الدرب، وأن لا يخافوا المُسترزقين بالدين، الدجالين الذين يخدعون العوام، بل يكونوا كما قال تعالى في سورة الزمر، الآية 18: ﴿>ٱلَّذِينَ يَسۡتَمِعُونَ ٱلۡقَوۡلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحۡسَنَهُۥٓۚ أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ هَدَىٰهُمُ ٱللَّهُۖ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمۡ أُوْلُواْ ٱلۡأَلۡبَٰبِ ١٨﴾ [الزمر: ١٨] .