مدخل
سنتحدث بمشيئة الله- في الأيام القادمة عن سلسلة من المواضيع التي تُهمّ كل مسلم، في إيمانه وعباداته ومعاملاته، نسأل الله تعالى أن ينفعنا بها.
وحديثنا اليوم عن أمر جعله الله شرطًا لقبول العمل ودخول الجنة، ألا وهو الإيمان، كما قال تعالى: ﴿وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَىٰ لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَٰئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا﴾ [الإسراء: 19].
والإيمان هو: قول باللسان، واعتقاد بالقلب، وعمل بالجوارح (وهي الأعضاء)، والإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، نسأل الله العظيم أن يزيدنا إيمانًا وأن يجدّده في قلوبنا.
وقد بيّن النبي ج أركان الإيمان في حديث جبريل ÷، حيث قال: "أخبرني عن الإيمان"، قال ج: «أَنْ تُؤْمِنَ بِاللهِ، وَمَلَائِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ، وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ» [رواه مسلم].
وإذا تبين هذا فإليك بعضا من ثمرات الإيمان وآثاره الطيبة، التي بقدر كمال إيمانك يكون تحققها فيك:
- فمنها: الحياة الطيبة في الدارين، قال جل وعز: ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [النحل: 97]
- ومنها: الأمن والهداية، يقول الله تعالى: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ﴾ [الأنعام: 82].
- ومنها: تثبيت القلب، قال تعالى: ﴿يُثَبِّتُ الله الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ﴾ [إبراهيم: 27].
- ومنها: استغفار الملائكة للمؤمن ﴿الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا﴾ [غافر: 7].
- ومنها: عدم تسلط الشياطين على المؤمن، قال الله تعالى: ﴿إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ﴾ [النحل: 99].
- ومنها: دفاع الله عن المؤمنين، قال تعالى: ﴿إِنَّ الله يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آَمَنُوا﴾ [الحج: 38].
نكتفي بهذا القدر، ونتحدث –بمشيئة الله- في اللقاء القادم عن الركن الأول من أركان الإيمان، وهو الإيمان بالله تعالى.