أعظم ذنب عُصيَ الله به

أعظم ذنب عُصيَ الله به

حديثنا اليوم عن أعظم ذنبٍ عُصي الله تعالى به، وهو مُنافٍ للإيمان بالله وتوحيده، ألا وهو الشرك بالله تعالى، كما قال تعالى: ﴿إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ [لقمان:13]، وعن عبد الله بن مسعود  س قال: سألت النبي  ج أي الذنب أعظم عند الله؟ قال: «أَنْ تَجْعَلَ لِله نِدًّا وَهُوَ خَلَقَكَ» [متفق عليه] والنِدّ: يعني الشريك.

والشرك نوعان: شركٌ أكبر، وشركٌ أصغر:

- فالشرك الأكبر: هو أعظم الذنوب ولا يَغْفره الله إلا لمن تاب، وهو مُحبِط لجميع الأعمال، ومن مات عليه فهو خالد مُخلّدٌ في النار والعياذ بالله، قال تعالى: ﴿إِنَّ الله لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِالله فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا [النساء: 48]، وقال تعالى: ﴿وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ بَلِ الله فَاعْبُدْ وَكُن مِّنَ الشَّاكِرِينَ [الزمر: 65-66].

وحقيقة الشرك الأكبر: أن يجعل الإنسانُ لله شريكًا أو مثيلًا في ربوبيته أو ألوهيته أو أسمائه وصفاته.

- والشرك تارةً يكون ظاهرًا: كمن يَعْبد الأوثانَ، ويدعو أهل القبور والأصنام.

- وتارةً يكون خفيًّا: كشرك المتوكلين على غير الله من الآلهة المختلفة ، أو كشرك وكفر المنافقين.

- وتارةً يكون الشرك في الاعتقاد: كمن يعتقد أن هناك من يخلق ويرزق ويعلم الغيب مع الله تعالى، أو يعتقد جواز صرف العبادة لغير الله، أو يعتقد أن هناك من يُطاعُ طاعةً مُطلقة مع الله، أو أن يُحبّ مخلوقًا محبّة تألّه كما يُحبّ الله عز وجل.

- وتارةً يكون في الأقوال: كالدعاء والاستعاذة والاستغاثة بالأموات والغائبين.

- وتارةً يكون في الأفعال: كمن يذبح أو يصلي أو يسجد لغير الله، قال تعالى: ﴿قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِله رَبِّ الْعَالَمِينَ لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَٰلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ [الأنعام: 162-163].

وقانا الله من الشرك ظَاهِرِهِ وخَفِيِّهِ، نكتفي بهذا القدر، وفي اللقاء القادم نكمل الحديث -بمشيئة الله- عن النوع الثاني وهو الشرك الأصغر.