ازالة الخفاء عن خلافة الخلفاء - جلد چهارم

الفصل الرابع

الفصل الرابع

«في مكاشفات أميرالـمؤمنين عمر بن الخطاب وفراساته وما رأى الـمسلمون فيه من الـمرايا الصالحة ومعظم هذا الفصل داخلٌ في جنس انقياد القوة لنور اليقين لكنا افردناه لعِظم خطره وما الحقنا به غيره».

الـمحب الطبري «عن عمرو بن الحارث قال: بينما عمر يخطب يوم الجمعة إذ ترك الخطبة فقال: يا سارية الجبل - مرتين أو ثلاثا، ثم أقبل على خطبته، فقال بعض الحاضرين: لقد جن، إنه لـمجنون فدخل عليه عبد الرحمن بن عوف وكان يطمئن إليه فقال: إنك لتجعل لهم على نفسك مقالا، بينا أنت تخطب إذ أنت تصيح: يا سارية الجبل، أى شىء هذا قال: والله إنى ما ملكت ذلك رأيتهم يقاتلون عند جبل يؤتون من بين أيديهم ومن خلفهم فلم أملك أن قلت: يا سارية الجبل ليلحقوا بالجبل. فلبثوا إلى أن جاء رسول سارية بكتابه أن القوم لقونا يوم الجمعة فقاتلناهم حتى إذا حضرت الجمعة سمعنا مناديا ينادى: يا سارية الجبل مرتين، فلحقنا بالجبل، فلم نزل قاهرين لعدونا حتى هزمهم الله تعالى»[٢١٢].

«ويروي أن مصر لـما فتحت أتى أهلها عمرو بن العاص وقالوا له ان هذا النيل يحتاج في كل سنةٍ إلى جاريةٍ بكرٍ من أحسن الجواري فنلقيها فيه والا فلا تجري وتخرب البلاد وتقحط فبعث عمروٌ إلى أميرالـمؤمنين عمر يخبره بالخبر فبعث اليه عمر الاسلام يجُبّ ما قبله ثم بعث إليه بطاقة فيها بسم الله الرحمن الرحيم إلى نيل مصر من عبدالله عمر بن الخطاب، أما بعد فان كنت تجري بنفسك فلا حاجة بنا اليك وان كنت تجري بالله فاجر على اسم الله وامره أن يلقيها في النيل فجري في تلك السنة ستة عشر ذراعاً فزاد على كل سنةٍ ستة اذرع»، وفي رواية: «فلما ألقى كتابه في النيل جرى ولم يعد يقف»[٢١٣].

«وعن خوات بن جبير قال أصاب الناس قحط شديدٌ على عهد عمر فأمرهم بالخروج إلى الاستسقاء فصلى بهم ركعتين وخالف بين طرفي ردائه فجعل اليمين على اليسار واليسار على اليمين ثم بسط يديه وقال: اللهم انا نستغفرك ونستعينك فما يدح حتى مُطروا فبينما هم كذلك إذ قدم الأعراب فاتوا عمر فقالوا: يا أميرالـمؤمنين بينما نحن في بوادينا في يومٍ كذا في ساعةٍ كذا إذ ظلتنا غمامةٌ فسمعنا فيها صوتاً وهو يقول اتاك الغوث ابا حفصٍ أتاك الغوث ابا حفصٍ»[٢١٤].

«ويروي انه عسّ ليلةً من الليالي فأتى على امرأةٍ وهي تقول لابنتها: قومي وامذقي اللبن بالـماء فقالت: لا تفعلي فإن أميرالـمؤمنين نهى عن ذلك قالت: ومِن أين يدري؟ قالت: فإن لم يعلم هو فان رب أمير الـمؤمنين يرى ذلك فلما اصبح عمر قال لابنه اذهب إلى مكان كذا وكذا فان هناك صبيةٌ فإن لم تكن مشغولة فتزوج بها لعل الله يرزقك منها نسمةً مباركةً فتزوج عاصمٌ بتلك البنتة فولدت له أم عاصم بنت عاصم بن عمر فتزوجها عبدالعزيز ابن مروان فولدت له عمر بن عبدالعزيز رحمة الله عليه»[٢١٥].

«ولـما دخل أبو مسلم الخولاني الـمدينة من اليمن وكان الاسود بن قيس الذي ادعي النبوة باليمن عرض عليه أن يشهد أنه رسول الله فابي فقال أتشهد أن محمداً رسول الله؟ قال: نعم فأمر بتأجيج نارٍ عظيمةٍ فالقي فيها أبومسلم فلم تضرّه فأمر بنفيه من بلاده فقدم الـمدينة فلما دخل من باب الـمسجد قال عمر: هذا صاحبكم الذي زعم الاسود الكذاب أنه يحرقه فنجاه الله منها ولم يكن القوم ولا عمر سمعوا قضيته ولارأوه ثم قام اليه واعتنقه وقال ألست عبدالله بن ثوب قال بلى فبكى عمر ثم قال: الحمد لله الذي لم يمتني حتى أراني في أمة محمدٍ ج شبيها بابراهيم الخليل ÷»[٢١٦].

«وروي عن عمر أنه ابصر اعرابياً نازلاًمن جبلٍ فقال: هذا رجل مصابٌ بولده وقد نظم فيه شعراً لو شاء لاسمعكم ثم قال: يا اعرابي من أين اقبلت؟ فقال: من أعلى هذا الجبل قال وما صنعت فيه قال اودعته وديعة قال وما وديعتك؟ قال: بنيٌ لي هلك فدفنته فيه قال فاسمِعنا مرثيتك فيه قال: وما يدريك يا أميرالـمؤمنين فوالله ما تفوّهت بذلك وانما حدثت به نفسي ثم أنشد هذه:

يا غـائباً ما يؤب مـن سـفره
عاجله موتــه عـلی صِغـره
يا قـرة العين كنـت لي اُنسـاً
في طول ليلي نعَم وفي قِصَـره
ما تقع العينُ حـيثما وقعـت
في الحيّ مني الا عـلى اثـره
شربت كأســاً ابوك شاربـه
لابد منــه له علـى كبــره
يشـربها والانـام كلــــهم
من كان في بَدوه وفي حضره
والحمــد لله لاشـريك لـه
في حكمه كان ذاك في قدره
قدّر موتاً عـلى العباد فمـا
يقدر خلقٌ يزيد في عُمـره

قال: فبكى عمر حتى بلّ لحيته ثم قال: صدقت يا أعرابي»[٢١٧].

«وعن ابن عباس قال: تنفّس عمر ذات يوم تنفساً ظننت ان نفسه خرجت فقلت والله ما أخرج هذا منك إلا همٌ قال همٌ والله همٌ شديدٌ إن هذا الأمر لم اجد له موضعاً يعني الخلافة فذكرت له علياً وطلحة والزبير وعثمان وسعداً وعبدالرحمن بن عوف فذكر في كل واحد منهم معارضاً وكان مما ذكر في عثمان انه كلِفٌ باقاربه قال لو استعملتُه استعمل بني أمية اجمعین وحمل بني أبي معيطٍ علي رقاب الناس والله لو فعلت لفعل فالله لو فعل ذلك لسارت إليه العرب حتى تقتله والله لو فعلت لفعل والله لو فعل لفعلوا»[٢١٨].

«وروي أن عمر س كتب إلى سعد بن أبي وقاصٍ وهو بالقادسية يقول له: وجّه نضلة ابن معاوية الانصاري إلى حلوان العراق ليغيروا على ضواحيها فبعث سعد نضلة في ثلاث مأته فارس فخرجوا حتى اتوا حلوان العراق فاغاروا على ضواحيها واصابوا غنيمة وسبياً فاقبلوا يسوقونها حتى ارهقهم العصر وكادت الشمس تغرب فالجأ نضلة السبي والغنيمة إلى سفح جبل ثم قام فاذّن فقال: الله أكبر الله أكبر فإذا مجيبٌ من الجبل يجيبه كبرت كبيراً يا نضلة ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله، قال: كلمة الاخلاص يا نضلة ثم قال: أشهد أن محمداً رسول الله قال: هو الذي بشّرَنا به عيسي بن مريم على رأس امته تقوم الساعة فقال حي علي الصلوة فقال: طوبى لـمن مشي اليهاد وواظب عليها قال: حي علي الفلاح قال: افلح من أجاب قال: الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله قال: اخلصت كلمة الاخلاص كله يا نضله حرم الله بها جسدك علي النار فلما فرغ من اذانه قاموا فقالوا من انت يرحمك الله أملكٌ أنت أم من الجن أو طائفٌ من عباد الله قد اسمعتنا صوتك فارنا صورتك فإن الوفد وفد عمر بن الخطاب قال فانفلق الجبل عن هامته كالرحا ابیض الرأس واللحية عليه طمرانٍ من صوفٍ قال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فقالوا: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته من أنت يرحمك الله؟ قال: زريت بن برثملا وصي العبد الصالح عيسی بن مريم اسكنَني هذا الجبل ودعا لي بطول البقاء إلى حين نزوله من السماء فاقرؤا عمر مني السلام وقولوا يا عمر سدد وقارب فقد دنا الأمر واخبروه بهذه الخصال التي اُخبركم بها، يا عمر إذا ظهرت هذه الخصالُ في أمة محمدٍ  ج فالهرب الهرب إذا استغني الرجال بالرجال والنساء بالنساء وانتسبوا الي غير مناسبهم وانتموا إلى غير مواليهم ولم يرحم كبيرهم صغيرهم ولم يوقّر صغيرهم كبيرهم وتُرك الـمعروف فلم يؤمر به وترك الـمنكر فلم ينه عنه وتعلم عالـمهم العلم ليجلب به الدنانير والدراهم وكان الـمطر قيظاً والوالد غيظاً وطولوا الـمنارات وفضّضوا الـمصاحف وزخرفوا الـمساجد واظهروا الرشاد وشيدوا البناء واتبعوا الهوى وباعوا الدين بالدنيا وقطعت الأرحام وبِيع الحكم واكلوا الربوا فصار الغني عزاً وخرج الرجل من بيته فقام إليه من هو خير منه فسلموا عليه وركب النساء السروج، ثم غاب عنهم فلم يروه فكتب نضلة بذلك إلى سعدٍ وكتب سعدٌ بذلك إلى عمر فكتب إليه عمر سر أنت ومن معك من الـمهاجرين والانصار حتى تنزلوا بهذا الجبل فان لقيته فاقرأه مني السلام فخرج سعدٌ في أربعة آلاف من الـمهاجرين والانصار حتى نزلوا ذلك الجبل ومكث أربعين يوماً ينادي بالصلاة فلا يجدون جواباً ولا يسمعون خطاباً»[٢١٩].

«وروى أن عمر بعث جنداً إلى مدائن كسري وأمّر عليهم سعد بن أبي وقاص وجعل قائد الجيش خالد بن الوليد فلما بلغوا شط الدجلة ولم يجدوا سفينةً تقدم سعدٌ وخالدٌ فقالا: يا بحر انك تجري بأمر الله فبحرمة محمد  ج وبعدل عمر خليفة الله الا خليتنا والعبور فعبر الجيش بخيله وجماله ورجاله إلى الـمدائن ولم تبتل حوافرها»[٢٢٠].

«وروي أنه قال يوماً -وقد انتبه من نومه وهو يمسح عينيه-: مَن ترى الذي يكون من وُلد عمر يسير بسيرة عمر يرددها مراراً واشار بذلك إلى عمر بن عبد العزيز وهو ابن ابنة عاصمٍ»[٢٢١].

«وروي أنه قال لرجل من العرب: ما اسمك؟ قال: جمرة، قال: ابن مَن؟ قال: ابن شهاب قال ومِمّن؟ قال: من الحرقة قال: أين مسكنك؟ قال: الحرة قال: فباَيّها؟ قال: لظي قال عمر: ادرك اهلك فقد احترقوا فسارع الرجل فوجدهم كما قال عمر»[٢٢٢].

«وعن علي س انه رأي في منامه كأنه صلى الصبح خلف النبي  ج واستند رسول الله  ج إلى المحراب فجاءت جاريةٌ بطبقٍ من رطبٍ فوضع بين يدي رسول الله  ج فأخذ منها رطبةً وقال: يا علي تأكل هذه الرطبة فقلت: نعم يا رسول الله فمدّ يده جعلها في فمي ثم أخذ اخري وقال لي مثل ذلك فقلت نعم فجعلها في فمي فانتبهت وفي قلبي شوقٌ الي رسول الله ج وحلاوة الرطب في فمي فتوضأت وذهبت إلى الـمسجد فصليت خلف عمر واستند إلى الـمحراب فاردت أن اتكلم بالرؤيا فمن قبل أن اتكلم جاءت امرأةٌ ووقفت على باب الـمسجد ومعها طبق رطب فوضع بين يدي عمر فأخذ رطبةً وقال: تأكل هذه يا علي! قلت: نعم فجعلها في فمي ثم أخذ أخرى وقال لي مثل ذلك فقلت نعم ثم فرق على أصحاب رسول الله  ج يُمنةً ويُسرة وكنت اشتهي منه زيادةً فقال: يا أخي لو زادك رسول الله  ج ليلتك لزدناك فعجبت وقلت قد اطلعه الله على ما رأيت البارحة فنظر إليّ وقال: يا علي! الـمؤمن ينظر بنور الدين فقلت: صدقت يا أميرالـمؤمنين هكذا رأيته وكذا وجدت طعمه ولذته مِن يدك كما وجدت طعمه ولذته من يد رسول الله  ج.

وعن علي قال: كنا نقول ان ملكاً ينطق على لسان عمر»[٢٢٣].

«وعن ابن عمر أنه كان إذا ذكر عمر قال: لله تلاد عمر فقَلّ ما رأيته يحرك شفتيه بشئ قط الا كان»[٢٢٤].

«وعنه قال: مَا سَمِعْتُ عُمَرَ لِشَىْءٍ قَطُّ يَقُولُ إِنِّى لأَظُنُّهُ كَذَا. إِلاَّ كَانَ كَمَا يَظُنُّ، بَيْنَمَا عُمَرُ جَالِسٌ إِذْ مَرَّ بِهِ رَجُلٌ جَمِيلٌ فَقَالَ لَقَدْ أَخْطَأَ ظَنِّى، أَوْ إِنَّ هَذَا عَلَى دِينِهِ فِى الْجَاهِلِيَّةِ، أَوْ لَقَدْ كَانَ كَاهِنَهُمْ، عَلَىَّ الرَّجُلَ، فَدُعِىَ لَهُ، فَقَالَ لَهُ ذَلِكَ، فَقَالَ مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ اسْتُقْبِلَ بِهِ رَجُلٌ مُسْلِمٌ، قَالَ فَإِنِّى أَعْزِمُ عَلَيْكَ إِلاَّ مَا أَخْبَرْتَنِى. قَالَ كُنْتُ كَاهِنَهُمْ فِى الْجَاهِلِيَّةِ. قَالَ فَمَا أَعْجَبُ مَا جَاءَتْكَ بِهِ جِنِّيَّتُكَ قَالَ بَيْنَمَا أَنَا يَوْمًا فِى السُّوقِ جَاءَتْنِى أَعْرِفُ فِيهَا الْفَزَعَ، فَقَالَتْ:

أَلَمْ تَرَ الْجِنَّ وَإِبْلاَسَهَا
وَيَأْسَهَا مِنْ بَعْدِ إِنْكَاسِهَا
وَلُحُوقَهَا بِالْقِلاَصِ وَأَحْلاَسِهَا
[٢٢٥]

قَالَ عُمَرُ صَدَقَ، بَيْنَمَا أَنَا عِنْدَ آلِهَتِهِمْ إِذْ جَاءَ رَجُلٌ بِعِجْلٍ فَذَبَحَهُ، فَصَرَخَ بِهِ صَارِخٌ، لَمْ أَسْمَعْ صَارِخًا قَطُّ أَشَدَّ صَوْتًا مِنْهُ يَقُولُ يَا جَلِيحْ، أَمْرٌ نَجِيحْ رَجُلٌ فَصِيحْ يَقُولُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ. فَوَثَبَ الْقَوْمُ قُلْتُ لاَ أَبْرَحُ حَتَّى أَعْلَمَ مَا وَرَاءَ هَذَا ثُمَّ نَادَى يَا جَلِيحْ، أَمْرٌ نَجِيحْ، رَجُلٌ فَصِيحْ، يَقُولُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ. فَقُمْتُ فَمَا نَشِبْنَا أَنْ قِيلَ هَذَا نَبِىٌّ»[٢٢٦]‌.

«وعن عبدالله بن مسلمة قال: دخلنا على عمر معشر وفد مذحج وكنت من أقربهم منه مجلساً فجلس عمر ينظر إلى الاشتر ويصوّب فيه نظره ثم قال لي: أمنكم هذا؟ فقلت: نعم قال: قاتله الله وكفى الله أمة محمد  ج شره والله اني لاحسب منه للمسلمين يوما عصيبا، قال فكان ذلك منه بعد عشرين سنةً»[٢٢٧].

وفي رواية «عند غيره أن عمر كان في الـمسجد ومعه ناس إذ مر رجل فقيل له: أتعرف هذا؟ فقال: قد بلغني أن رجلاً آتاه الله  يُظهر الغيب بظهور النبي  ج اسمه سواد بن قارب واني لم أره وان كان حيّا فهو هذا وله في قومه شرفٌ وموضعٌ فدعا الرجل فقال له عمر: أنت سواد ابن قارب الذي آتاك الله تظهر الغيب بظهور رسول الله  ج ولك في قومك شرفٌ ومنزلةٌ؟ فقال: نعم يا أمير الـمؤمنين فقال: فأنت على ما كنت عليه من كهانتك؟ فغضب الرجل غضباً شديداً وقال: يا أمير الـمؤمنين والله ما استقبلني بهذه أحدٌ منذ اسلمت، قال عمر: سبحان الله ما كنا عليه من الشرك اعظم مما كنت عليه من كهانتك أخبرني عما كان يأتيك به رئيّك بظهور النبي  ج فقال: نعم يا أمير المؤمنين بينا أنا ذات ليلةٍ بين النائم واليقظان إذ أتاني جنيتي ضربني برجله وقال: قم يا سواد بن قارب وافهم ان كنت تفهم واعقل ان كنت تعقل قد بُعث رسول من لوي بن غالب يدعو إلى الله وإلى عبادته ثم انشأ يقول:

عجبـت للـجـن وتجـسـاسها
وشـدها العيس باحـلاسـهـا
تهـوي إلى مكـة تبغي الهـدي
ما خيـر الجـن كانـجاســهـا
فارحل إلى الصفوة من هاشم
واسم بعيـنيك إلى رأسـهـا
[٢٢٨]

ثم أتاني في ليلةٍ ثانية وثالثة يقول لي مثل قوله الأول وينشدني ابياتا فوقع في نفسي حب الإسلام وغبت فيه فلما اصبحت شددت على راحلتي فركبتها وانطلقت متوجهاً إلى مكة فاُخبرت أن النبي  ج قد هاجر إلى الـمدينة فقدمت الـمدينه فسألت عن النبي  ج فقيل لي في الـمسجد فاتيت الـمسجد فعقلت ناقتي فقال لي: ادن فلم يزل يدنيني حتى قمت بين يديه فقال هات فقصصت عليه القصة فاسلمت ففرح النبي  ج بمقالتي وأصحابه حتى رُئي الفرح في وجوههم قال فوثب إليه عمر والتزمه قال: لقد كنت أُحب أن اسمع هذا الحديث منك فاخبرني عن رئيك هل يأتيك اليوم قال أما منذ قرأت القرآن فلم تأتني ونعم العوض كتاب الله»[٢٢٩].

«أبوعمر قص جالس ابن سعد الطائي رؤياه على عمر فرأى كأنّ الشمس والقمر يقتتلان ومع كل واحدٍ منهما كواكب فقال عمر: مع أيهما كنت؟ قال: مع القمر، قال: لا تلي لي عملاً ابداً، إذ كنت مع الآية الـممحوة[٢٣٠] فقُتل وهو مع معاوية بصفين»[٢٣١].

أبو عمر «عن سعيد بن الـمسيب، أن زيد بن خارجة الأنصاري، ثم من بني الحارث بن الخزرج توفي زمن عثمان بن عفان، فسجى في ثوبه، ثم أنهم سمعوا جلجلة، في صدره، ثم تكلم، ثم قال: أحمد أحمد في الكتاب الأول، صدق صدق أبو بكر الصديق الضعيف في نفسه القوي في أمر الله في الكتاب الأول، صدق صدق عمر بن الخطاب القوي الأمين في الكتاب الأول، صدق صدق عثمان بن عفان على منهاجهم مضت أربع وبقيت اثنتان، أتت الفتن وأكل الشديد الضعيف، وقامت الساعة وسيأتيكم من جيشكم خبر بئر أريس وما بئر أريس[٢٣٢]. ثم هلك رجل من خطمة فسجي بثوبه فسمع جلجلة في صدره ثم تكلم، فقال: إن أخا بني الحارث بن الخزرج صدق صدق»[٢٣٣].

أبوعمر «ذكر لعمر امرأة توفيت بالبيداء فجعل الناس يمرون عليها ولا يدفنونها حتى مر عليها كليبٌ فدفنها فقال عمر اني لأرجو للكليب بهذا خيراً زاد البيهقي فأُصيب حين اصيب عمر»[٢٣٤].

أبوعمر «النعمان بن مقرن قدم الـمدينة من عند سعد س بفتح القادسية وورد على عمر اجتماع أهل اصبهان وهمدان والرّي[٢٣٥] وآذربيجان ونهاوند فاقلقه وشاور أصحاب النبي  ج فقال له علي بن أبي طالب: ابعث إلى أهل الكوفة فيسير ثلثاهم ويبقي ثلثهم علي ذراريهم وابعث إلى أهل البصرة قال: فمَن استعمل عليهم اشر عليَّ فقال أنت أفضلنا رأياً واعلمنا فقال: لاستعملن عليهم رجلاً يكون لها فخرج إلى الـمسجد فوجد النعمان بن مقرن يصلي فسرحه وامّره وكتب إلى أهل الكوفة بذلك وقد روى أنه قال ان قتل نعمان فحذيفة وان قتل حذيفة فجرير ففتح الله عليه اصبهان فلما أتى نهاوند كان أول صريع وأخذ الراية حذيفة ففتح الله عليهم فلما جاء نعيه خرج عمر ينعاه إلى الناس على الـمنبر ووضع يده على رأسه يبكي»[٢٣٦].

أبوعمر «كان ربيعة بن خلف قد رأى رؤيا فقصها على عمر قال رأيت كأني في وادٍ معشب ثم خرجت منه إلى واد ٍمجدبٍ ثم انتبهت وأنا في الوادي الـمجدب فقال عمر تؤمن ثم تكفر ثم تموت وأنت كافرٌ فقال ما رأيت شيئا فقال عمر قضى لك كما قضى لصاحبي يوسف قالا ما رأينا شيئاً فقال يوسف قُضى الأمر الذي فيه تستفتيان[٢٣٧] ثم انه شرب خمراً فضربه عمر الحد ونفاه إلى خيبر فلحق بارض الروم فتنصّر»[٢٣٨].

أبوعمر «عن عوف بن مالك الاشجعي انه رأى في الـمنام كأن الناس جمعوا فإذا فيهم رجلٌ فرعهم فهو فوقهم ثلاث اذرع قال فقلت: مَن هذا؟ قالوا: عمر قلت: لِم؟ قالوا: لأن فيه ثلاث خصال، لأنه لا يخاف في الله لومة لائم وانه خليفةٌ مستخلفٌ وشهيد مستشهد قال فأتى أبابكر فقصها عليه فارسل إلى عمر فدعاه ليبشره قال فجاء عمر فقال لي أبوبكر اقصص رؤياك قال فلما بلغت خليفة مستخلفٌ زبرني عمر وكهرني وقال اسكت تقول هذا وأبوبكر حيٌّ فلما كان بعد ووُلّي عمر مررت بالشام وهو على الـمنبر قال فدعاني وقال اقصص رؤياك فقصصتها فلما قلت انه لا يخاف في الله لومة لائم قال: اني لأرجو ان يجعلني الله منهم فلما قلت خليفة مستخلفٌ قال: قد استخلفني الله فسله ان يعينني على ما ولاني فلما ان ذكرت شهيد مستشهد قال: أني لي بالشهادة وأنا بين اظهركم تغزون ولا اغزو ثم قال بلى يأتي الله بها ان شاء يأتي الله بها ان شاء»[٢٣٩].

أبوعمر «عن عرفجة الاشجعي قال صلي رسول الله  ج الفجر ثم جلس فقال: وُزن أصحابي الليلة وُزن أبوبكر فوَزن ثم وزن عمر فوزن ثم وزن عثمان فخف وهو رجلٌ صالح»[٢٤٠].

مالك «عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ لَمَّا صَدَرَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ مِنْ مِنًى أَنَاخَ بِالأَبْطَحِ ثُمَّ كَوَّمَ كَوْمَةً بَطْحَاءَ ثُمَّ طَرَحَ عَلَيْهَا رِدَاءَهُ وَاسْتَلْقَى ثُمَّ مَدَّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ فَقَالَ اللَّهُمَّ كَبِرَتْ سِنِّى وَضَعُفَتْ قُوَّتِى وَانْتَشَرَتْ رَعِيَّتِى. فَاقْبِضْنِى إِلَيْكَ غَيْرَ مُضَيِّعٍ وَلاَ مُفَرِّطٍ. ثُمَّ قَدِمَ الْمَدِينَةَ فَخَطَبَ النَّاسَ فَقَالَ أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ سُنَّتْ لَكُمُ السُّنَنُ وَفُرِضَتْ لَكُمُ الْفَرَائِضُ وَتُرِكْتُمْ عَلَى الْوَاضِحَةِ إِلاَّ أَنْ تَضِلُّوا بِالنَّاسِ يَمِينًا وَشِمَالاً وَضَرَبَ بِإِحْدَى يَدَيْهِ عَلَى الأُخْرَى ثُمَّ قَالَ إِيَّاكُمْ أَنْ تَهْلِكُوا عَنْ آيَةِ الرَّجْمِ أَنْ يَقُولَ قَائِلٌ لاَ نَجِدُ حَدَّيْنِ فِى كِتَابِ اللَّهِ فَقَدْ رَجَمَ رَسُولُ اللَّهِ  ج وَرَجَمْنَا وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ لَوْلاَ أَنْ يَقُولَ النَّاسُ زَادَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فِى كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى. لَكَتَبْتُهَا الشَّيْخُ وَالشَّيْخَةُ فَارْجُمُوهُمَا الْبَتَّةَ. فَإِنَّا قَدْ قَرَأْنَاهَا. قَالَ مَالِكٌ قَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ قَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ فَمَا انْسَلَخَ ذُو الْحِجَّةِ حَتَّى قُتِلَ عُمَرُ رَحِمَهُ اللَّهُ»[٢٤١].

مسلم «عَنْ مَعْدَانَ بْنِ أَبِى طَلْحَةَ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ خَطَبَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَذَكَرَ نَبِىَّ اللَّهِ  ج وَذَكَرَ أَبَا بَكْرٍ قَالَ إِنِّى رَأَيْتُ كَأَنَّ دِيكًا نَقَرَنِى ثَلاَثَ نَقَرَاتٍ وَإِنِّى لاَ أُرَاهُ إِلاَّ حُضُورَ أَجَلِى وَإِنَّ أَقْوَامًا يَأْمُرُونَنِى أَنْ أَسْتَخْلِفَ وَإِنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُنْ لِيُضَيِّعَ دِينَهُ وَلاَ خِلاَفَتَهُ وَلاَ الَّذِى بَعَثَ بِهِ نَبِيَّهُ ج فَإِنْ عَجِلَ بِى أَمْرٌ فَالْخِلاَفَةُ شُورَى بَيْنَ هَؤُلاَءِ السِّتَّةِ الَّذِينَ تُوُفِّىَ رَسُولُ اللَّهِ  ج وَهُوَ عَنْهُمْ رَاضٍ وَإِنِّى قَدْ عَلِمْتُ أَنَّ أَقْوَامًا يَطْعَنُونَ فِى هَذَا الأَمْرِ أَنَا ضَرَبْتُهُمْ بِيَدِى هَذِهِ عَلَى الإِسْلاَمِ فَإِنْ فَعَلُوا ذَلِكَ فَأُولَئِكَ أَعْدَاءُ اللَّهِ الْكَفَرَةُ الضُّلاَّلُ...»[٢٤٢].

أبوعمر «أصاب الناس قحطٌ في زمن عمر فجاءرجلٌ إلى قبر الني  ج فقال: يا رسول الله استسق لامتك فانهم قد هلكوا قال فأتاه رسول الله  ج في الـمنام فقال ائت عمر فمره ان يستسقي للناس فانهم سيسقون وقل له عليك بالكيس الكيس فأتى الرجل عمر فاخبره فبكى عمر وقال: يا رب ما آلو الا ما عجزت عنه»[٢٤٣].

أبوعمر «مسعود بن اسود البلوي استأذن عمر في الغزو إلى افريقية فقال عمر: افريقية غادرةٌ ومغدورٌ بها»[٢٤٤].

أبوعمر «في قصة ضرب عمر قدامة بن مظعون حد الشرب فغاضب عمر قدامة وهجره فحج عمر وقدامة معه مغاضباً له فلما قفلا من حجتهما ونزل عمر بالسقيا نام فلما استيقظ من نومه فقال عجلوا عليَّ بقدامة فوالله لقد اتاني آيات في منامي فقال: سالِمْ قدامة فانه اخوك فعجّلوا عليَّ به فلما أتوه أبي أن يأتي فامره به عمر ان ابي أن يجروه إليه فكلمه عمر واستغفر له فكان ذلك أول صلحهما»[٢٤٥].

أبوعمر «سماك بن مخرمة وسماك بن عبدالعيسي وسماك بن خرشة الانصاري قدم هؤلاء الثلاثة على عمر في وفود أهل الكوفة بالاخماس فاستنسبهم فانتسبوا له سماكٌ وسماكٌ وسماكٌ فقال بارك الله فيكم اللهم اسمُك بهم الاسلام وايّد بهم فهؤلاء الثلاثة أول من ولي مسالح[٢٤٦] من ارض همدان وارض الديلم»[٢٤٧].

أبوعمر «اُسر سهيل بن عمر يوم بدرٍ كافراً وكان خطيب قريشٍ فقال عمر: يا رسول الله انتزع ثنيته فلا يقوم عليك خطيباً أبداً فقال دعه فعسى أن يقوم مقاماً تحمده فلما ماج الناس بمكة عند وفات رسول الله  ج وارتدّ من ارتد من العرب قام سهيل بن عمرو خطيباً فقال: والله اني اعلم أن هذا الدين سيمتدّ امتداد الشمس في طلوعها إلى غروبها فلا يغرنكم هذا من انفسكم يعني أباسفيان فإنه ليعلم من هذا الأمر ما اعلم ولكنه قد جثم على صدره حسد بني هاشمٍ واتي خطبته بمثل ما جاء به أبوبكر الصديق بالـمدينة فكان ذلك معني قوله  ج لعمر»[٢٤٨].

أبوعمر، «جاء الحارث بن هشام وسهيل بن عمرو إلى عمر فجلسا وهو بينهما فجعل الـمهاجرون الأولون يأتون عمر فيقول: ههنا يا سهيل ههنا يا حارث ينحّيهما فجعل الانصار يأتون فينحيهما عنه كذلك حتى صارا في آخر الناس فلما خرجا من عند عمر قال الحارث لسهيل: ألم تر ما صنع بنا؟ فقال له سهيل: انه الرجل لا لوم عليه ينبغي أن نرجع باللوم على أنفسنا دُعي القوم فاسرعوا ودعينا فابطأنا فلما قام الناس من عند عمر اتياه فقالا له: يا أميرالـمؤمنين قد رأينا ما فعلت بنا اليوم وعلمنا انا اتينا من قِبَل انفسنا فهل من شیئ نستدرك به ما فاتنا من الفضل؟ فقال: لا اعلمه الا هذا الوجه وأشار لهما إلى ثغر الروم فخرجا إلى الشام فماتا بها فلم يبق من ولد سهيل الا ابنةٌ له تركها بالـمدينة فاختةُ بنتُ عتبة بن سهيل فقدم بها على عمر فزوّجها من عبدالرحمن بن الحارث بن هشامٍ وقال: زوّجوا الثريد[٢٤٩] الثريدة ففعلوا فنشر الله منها عدداً كثيراً»[٢٥٠]‌.

في الصواعق أخرج ابن عساكر «عن طارق بن شهاب قال: إنكان الرجل ليحدّث عمر بالحديث فيكذبه الكذبة فيقول احبس هذه، ثم يحدث فيقول له احبس هذه، فيقول له: كلما حدثتك حقٌ الا ما أمرتني أن احبسه»[٢٥١].

وأخرج ايضا «عن الحسين قال: انكان أحدٌ يعرف الكذب إذا حُدّث به انه كذبٌ فهو عمر ابن الخطاب»[٢٥٢].

وأخرج البيهقي في الدلائل «عن أبي هدبة الحمصي قال: أُخبر عمر أن أهل العراق قد حصبوا[٢٥٣] أميرهم فخرج غضبان فصلى فسهي في صلاته فلما سلّم قال: اللهم انهم قد لبَّسوا عليّ فالبس عليهم وعجّل عليهم بالغلام الثقفي يحكم فيهم بحكم الجاهلية لا يقبل من محسنهم ولا يتجاوز عن مسيئهم، قال ابن لهيعة: وما وُلد الحجاج يومئذٍ، وانكشف فخذه فرأى به أهل نجران علامة سوداء فقالوا: هذا الّذي نجد في كتابنا انه يُخرجنا من ارضنا»[٢٥٤].

«وقال له كعب الاحبار: انا لنجدك في كتاب الله على بابٍ من ابواب جهنم تمنع الناس أن يقعوا فيها فاذا مات لم يزالوا يقتحمون فيها إلى يوم القيامة»[٢٥٥].

في كتاب طبقات الشافعية للشيخ عبدالوهاب السبكي نقلاً ‌«عن امام الحرمين في كتابه الشامل ان الأرض زُلزلت في زمن عمر س فحمد الله واثني عليه والأرض ترتجّ ثم ضربها بالدرة وقال: اقري الم اعدل عليكِ فاستقرت من وقتها»[٢٥٦].

وفيه ايضاً «ان ناراً كانت تخرج من كهف في جبل فتحرق ما اصابت فخرجت في زمن عمر فامر أبا موسى أو تميماً الداري أن يدخلها الكهف فجعل يذبها بردائه حتى ادخلها في الكهف فلم تخرج بعد»[٢٥٧].

وفيه ايضاً ‌«انه عُرض (له) جيشاً يبعثه إلى الشام فعُرضت طائفةٌ فاعرض عنهم ثم عرضت فاعرض عنهم ثم عرضت ثالثاً فاعرض عنهم فتبين بالآخرة انه كان فيهم قاتل عثمان أو قاتل علي»[٢٥٨].

در كشف الـمحجوب مذکور است که عجمی بمدینه آمد و قصد عمر کرد گفتند: امیرالمؤمنین در خرابه ها خفته باشد رفت و او را یافت بر خاک خفته و دره زیر سرنهاده با خود گفت این‌همه فتنه اندر جهان از این است کشتن این بنزدیک من سخت آسان است شمشیر بکشید دو شیر پدید آمدند و قصد وی کردند وی فریاد بر آورد عمر بیدار شد قصه با وی گفت و اسلام آورد[٢٥٩].

و در شواهد النبوة مذکور است که عمر ابن الخطاب جیش به یکی از بلاد بعیده فرستاده بود روزی در مدینه آواز برداشت که یا لبیکاه و هیچکس ندانست که آن چیست تا به آنوقت که آن جیش بمدینه مراجعت نمود و صاحب جیش فتح‌ها که خدای تعالی توفیقاتش[٢٦٠] داده بود تعداد می‌کرد امیر المؤمنین عمر س گفت: این‌ها را بگذار حال آن مرد که وی را بزجر در آب فرستادی چه شد؟ گفت: والله یا امیرالمؤمنین که من بوی شری نخواستم به آبی رسیدیم که غور آن را نمی‌دانستیم تا از آنجا بگذریم وی را برهنه ساختیم و در آب فرستادیم هوا خنک بود در وی سرایت کرد فریاد بر داشت که وا عمراه وا عمراه‌ و بعد از آن از شدت سرما هلاک شد، چون مردمان آن را شنیدند دانستند که لبیک وی در جواب ندای آن مظلوم بوده است.

بعد از آن صاحب جیش را گفت که اگر نه آن بودی که بعد از من دستوری بماندی هر آئینه گردن ترا بزدمی برو دیت ویرا به اهل وی برسان و چنان مکن که دیگر ترا به بینم، پس گفت: کشتن مسلمانی پیش من بزرگتر است از هلاک بسیاری[٢٦١].

و نیز در شواهد النبوة مذکور است که در روز مصیبت وی این ابیات شنیدند و گوینده را ندیدند. شعر:

ليَبك على الاسلام من كـان باكيـا
فقد اوشكوا هلكي وما قدم العهـد
وادبرت الدنـيا وادبـر خيـرها
وقد ملّها من كان يؤمن بالوعـد
[٢٦٢]

[٢١٢]-

[٢١٣]-

[٢١٤]-

[٢١٥]-

[٢١٦]-

[٢١٧]-

[٢١٨]-

[٢١٩]-

[٢٢٠]-

[٢٢١]-

[٢٢٢]-

[٢٢٣]-

[٢٢٤]-

[٢٢٥]- ترجمه: «آیا تو جن و نا امید شدن آن را ندیدی، و پریشانی آن را بعد از انس گرفتن آن، و آماده کردن ایشان پالان ها را بر بالای شترها (آماده شدن برای فرار یعنی پایان یافتن کار ایشان)».

[٢٢٦]-

[٢٢٧]-

[٢٢٨]- من تعجب نمودم به جن و تجسّس آنها، و بر بسته نمودن ایشان پالان‌ها را بر شترها (آماده شدن ایشان برای فرار)، (مردم) بسوی مکه روی آورده هدایت را جستجو می‌کنند، افراد نیکو از جنیات مانند افراد پلید ایشان نیستند، پس تو بسوی مرد بر گزیده شده از قبیله هاشم کوچ کن، و هر دو چشم خویش را بطرف سر او بلند کن (او را زیارت کن).

[٢٢٩]-

[٢٣٠]- عمر فاروق س در اینجا از مهتاب به این دلیل تعبیر به آیت ممحوه (نشانه‌ای که محو می‌شود) نمود؛ زیرا که در آیه ١٢ سوره مبارکه اسراء خداوند متعال می‌فرماید: ﴿وَجَعَلۡنَا ٱلَّيۡلَ وَٱلنَّهَارَ ءَايَتَيۡنِۖ فَمَحَوۡنَآ ءَايَةَ ٱلَّيۡلِ وَجَعَلۡنَآ ءَايَةَ ٱلنَّهَارِ مُبۡصِرَةٗ [الإسراء: ١٢]. این شخص را عمر فاروق به این دلیل بر طرف نمود؛ زیرا که خواب یک نوع آئینه می‌باشد و عمر فاروق با بصیرت و دانائی که داشت درک نموده بود این شخص در روشنائی عقل کار نکرده و در راه حق ثابت قدم نمی‌باشد.

[٢٣١]-

[٢٣٢]- بیر اریس چاهی در مدینه منوره که انگشتر نبوی از دست عثمان ذی النورین س در این چاه افتاده و با وجود جستجو و تفحص زیاد پیدا نشد و از آن ببعد زوال خلافت راشد شروع شد.

[٢٣٣]-

[٢٣٤]-

[٢٣٥]- قسمتی از طهران امروزی.

[٢٣٦]-

[٢٣٧]- اشاره به آیه ٤١ سوره مبارکه‌ی یوسف.

[٢٣٨]-

[٢٣٩]-

[٢٤٠]-

[٢٤١]-

[٢٤٢]-

[٢٤٣]-

[٢٤٤]-

[٢٤٥]-

[٢٤٦]- مسالح جمع مسلحه یعنی آن شخصی که در سنگر بوده و خبر دشمن را برای مجاهدین می‌رساند تا در مقابل آن‌ها خویشتن را مسلح سازند، لغات الحدیث.

[٢٤٧]-

[٢٤٨]-

[٢٤٩]- ثرید در لغت ریزه کردن نان در شوربا را گویند که در نزد عرب کنایه از خیر و برکت است، و در بعضی روایات آمده که آنحضرت ثرید را دوست داشته و آن را برکت قرار داده‌اند. در اینجا نیز – چنان‌چه از روایت دانسته می‌شود- پیش بینی فاروق اعظم تحقق پیدا نموده و اولاد زیاد از این زوج جوان تقدیم جامعه اسلامی گردید.

[٢٥٠]-

[٢٥١]-

[٢٥٢]-

[٢٥٣]- با سنگریزه زدند.

[٢٥٤]-

[٢٥٥]-

[٢٥٦]-

[٢٥٧]-

[٢٥٨]

[٢٥٩]-

[٢٦٠]- در نسخه‌ها توفیق آتش آمده است که غلط بنظر می‌رسد.

[٢٦١]-

[٢٦٢]- شواهد النبوة.. ترجمه ابیات: هر شخصی که می‌خواهد گریه نماید باید بر اسلام گریه کند، اهل اسلام به هلاکت نزدیک شده‌اند در حالی که زمانه زیاد (از وفات رسول خدا) نگذشته است، دنیا و خیر و برکت آن پشت گردانده است، و شخصی که به وعده الهی ایمان دارد از دنیا تکالیف زیاد بر داشته است.