[عبَّاس القمي يشتكي من جهل الناس ولكنه هو نفسه..]
ما أكثر الأدعية التي نقلها الحاج الشيخ عبَّاس القمي مثلاً عن الكفعمي أو ابن طاووس أو عن أبي قرة أو عن الشيخ الطوسي أو ابن عيّاش الجوهري، وكأنه اعتبرهم كالمعصومين أو منحهم حق التشريع. لقد ذمَّ ذلك المرحوم (أي الشيخ عباس القمي) كثيراً، في كتابه «مفاتيح الجنان»، ذيل زيارة الوارث، الأشخاصَ الذين وضعوا زيارات أو أدعية أو أضافوا كلمة أو كلمات من عند أنفسهم على الأدعية والزيارات أو أنقصوا منها شيئاً. مع أن تلك الأدعية أو الزيارات الموضوعة أو تلك الجمل التي أُضيفت أو أُنقصت لا تستوجب الكفر أو الشرك، في حين أن الشيخ عباس القمي نفسه أتى في كتابه «المفاتيح» بأدعية وزيارات هي الكفر المحض والشرك الخالص، كتلك العبارات التي نجدها في الزيارة السادسة لأمير المؤمنين÷: "السَّلَامُ عَلَى الْأَصْلِ الْقَدِيمِ وَالْفَرْعِ الْكَرِيمِ السَّلَامُ عَلَى الثَّمَرِ الْجَنِي" إذ أتى بتثليث النصارى ذاته في حق الإمام، أو نقل في كتابه المفاتيح عن «الْحـَسَنِ بْنِ مُثْلَةَ الْجـَمْكَرَانِي»وهو شخص مجهول ومُهمل، دعاءً يقول:
"يَا مُحَمَّدُ يَا عَلِيُّ، يَا عَلِيُّ يَا مُحَمَّدُ، اكْفِيَانِي فَإِنَّكُمَا كَافِيَانِي، وَانْصُرَانِي فَإِنَّكُمَا نَاصِرَانِي، وَاحْفَظَانِي فَإِنَّكُمَا حَافِظَاي".
وهو دعاء يُخالف القرآن ويستوجب الشرك، لأن القرآن يقول: ﴿>أَلَيۡسَ ٱللَّهُ بِكَافٍ عَبۡدَهُۥ﴾؟ [الزمر/36]. لكن «الْحَسَنَ بْنَ مُثْلَةَ الْجَمْكَرَانِي» يُجيب عن هذا السؤال بأن محمداً وعليَّاً هما الكافيان.
يقول الله تعالى لرسوله ص: ﴿>وَمَا جَعَلۡنَٰكَ عَلَيۡهِمۡ حَفِيظٗاۖ وَمَآ أَنتَ عَلَيۡهِم بِوَكِيلٖ﴾ [الأنعام/ 107]، ولكن ذلك الدعاء يقول: "وَاحْفَظَانِي فَإِنَّكُمَا حَافِظَاي".
يشتكي المرحوم القمي من موضوعات العوام ولكنه لا يشتكي من موضوعات العلماء وشركياتهم.
كم اختلقوا في أدعيتهم من استئذان بالدخول إلى عتبات الأئمة وذراريهم جاعلين الأئمة وذراريهم حاضرين وناظرين مثل الله عزوجل، يجيبون مَن سألهم. والعجب أنهم يستأذنون للدخول ثم يدخلون دون أن يُؤذن لهم! [وقد أوضحنا كل هذه المسائل في كتابنا «خرافات وفور در زيارات قبور» (أي الخرافات الوافرة في زيارات القبور)].