الفصل الثالث
إذا اخترع شخص دُعَاءً من عند نفسه أو نقله عن شخص آخر، وكان هذا الدُّعاء موافقاً للقرآن الكريم وللعقل، فلا إشكال في ذلك. ولكن عليه أن لا يدعو به بقصد وروده في الشرع، وأن لا ينسب هذا الدعاء إلى الدين، وأن يذكِّر بأن هذا الدعاء لم يرد في الشرع. مثلًا لو ذكر شخص بعد صلاة الفجر اللهَ تعالى أربعين مرَّةً وقال مثلاً: يا عزيز... يا عزيز..... فلا عيب في ذلك، عملًا بأمره تعالى: ﴿>ٱدۡعُونِيٓ أَسۡتَجِبۡ لَكُمۡ﴾، ولكن بما أن هذا الذكر بهذه الكيفية والعدد لم يرد في الشرع فلا يجوز أن يُنْسَبَ إلى الشرع، وعلى من يقرأ دعاءً أن ينتبه إلى موافقة الدعاء الذي يدعو به أو الزيارة التي يقرؤها، للقرآن الكريم؛ إذْ قد وردت أحاديث متواترة في كتاب وسائل الشيعة (كتاب القضاء)، وفي سائر كتب الحديث تفيد بأن رسول الله ص وأئمة الهدى ‡ قالوا: «مَا وَافَقَ کِتَابَ اللهِ فَخُذُوهُ، وَمَا خَالَفَ کِتَابَ اللهِ فَدَعُوهُ». ولأن رسول الله ص وأئمة الهدى لا يقولون قولاً مخالفاً لقول الله تعالى. فعلى المسلم إذًا أن يذهب أولاً ويتعلم القرآن ويفهم ما جاء فيه من عقائد وتعاليم، كي يتسطيع أن يميز الأدعية أو الأحاديث التي تتفق مع القرآن من التي تتعارض معه. وللأسف فإن شعبنا جاهل تماماً بالقرآن، لذلك فهو لا يميز الأدعية والزيارات المتعارضة مع القرآن والمخالفة لتعاليمه ويعتبر نفسه معذوراً في ذلك، في حين أنه لا عذر له بل هو مسؤول أمام الله.