[هل لِـلَّهِ وزيرٌ؟]
وأحياناً يقولون: إذا أراد شخص أن يلتقي بالسلطان فعليه أن يذهب إلى وزيره أو إلى مأمور آخر، وكذلك نحن عندما يكون لنا عمل مع الله فعلينا أن نُراجع المُقرَّبين منه، والجواب على هذا:
إن السلطان ليس حاضراً ناظراً في كل مكان ولا يعلم حالَ الرعية وإن ذهبت الرعية إليه فرُبَّما كذبت عليه وقالت أمامه أموراً مُخالفة للواقع، ولذلك فعلى الرعية أن يرجعوا إلى وزراء السلطان ومأموريه، [وهكذا السلطان مضطر إلى الاستعانة بمأموريه ووزرائه في أمر الرعية]، ولكن الله ليس كذلك فهو حاضر وناظر في كل مكان، مُطَّلع على أحوال العباد، وعليمٌ بحاجاتهم، وهو القائل: ﴿وَنَحۡنُ أَقۡرَبُ إِلَيۡهِ مِنۡ حَبۡلِ ٱلۡوَرِيدِ﴾ [ق/16].
أضف إلى ذلك، أنه لا يجوز تشبيه الله تعالى بالمَلِكِ والسلطان وغير ذلك من المخلوقات، لأن القرآن يقول: ﴿لَيۡسَ كَمِثۡلِهِۦ شَيۡءٞ﴾ [الشورى/11]، وقال رسول الله ص والأئمة: «مَنْ شَبَّهَ الْـخَالِقَ بِالْـمَخْلُوقِ فَهُوَ مُشْرِكٌ»[3].
فلماذا تُلوِّثون توحيدَكم بشوائب الشرك؟ إن الله لا يحتاج إلى أمير ولا إلى وزير. وهو ذاته أمرنا أن ندعوه مباشرةً دون واسطة. وليت شعري! لو أن سلطاناً قال لرعيَّته: ارجعوا إليَّ في كل حاجة تريدونها؟ فهل يجوز للرعية عندئذ أن يُهملوا كلام مَلِكِهِم ويقولوا: كلا، لن نرجع إليك بل سنرجع إلى وزيرك؟!
[3] رُوِيَ هذا المعنى عَنِ الإمام الصادق والإمام الرضا. انظر ابن بابويه القمي، التوحيد، ص 80، وعيون أخبار الرضا، ج1 ، ص 114. ولفظه: «مَنْ شَبَّهَ اللهَ بِخَلْقِهِ فَهُوَ مُشْرِكٌ وَمَنْ نَسَبَ إِلَيْهِ مَا نَهَى عَنْهُ فَهُوَ كَافِرٌ». [المُصحح]