[القرآن أفضل ملاذ وملجأ]
وعلى كل حال، فإن معظم الأدعية الموضوعة مخالفة للقرآن الكريم. ولما أنهم أبعدوا شعبنا عن القرآن وجعلوه جاهلاً به، فإنه لا ينتبه إلى هذا الأمر. فيجب على كل مسلم أن يتعرَّفَ على القرآن ما استطاع إلى ذلك سبيلاً، لأن تدبُّر كتاب الله واجبٌ على كل مسلم، والبُعْدُ عنه سبب للهلاك والغرق في مستنقع الخرافات المذهبية. ومن وسائل التعرف على تعاليم القرآن وآياته، أن يحفظ المسلم الأدعية القرآنية، ويدعو ربه بها عندما يريد أن يناجيه، ويسأله قضاء حوائجه. كما ذكر أمير المؤمنين أن مَنْ عنده القرآن فليس بحاجة إلى شيء آخر، وَاسْتَغْنَى بِهِ عَنْ غَيْرِه من الكتب.
ولقد رأيت - للأسف - شخصاً جاهلاً جَمَعَ أدعيةَ القرآن وطبعها ونشرها بين الناس ليقرؤوها، ولكنه أورد في كتابه - عن غفلة منه - أدعيةً لا تتناسب مع كل قارئ أو قد يؤدي الدعاء بها إلى سخرية السامع. فمثلاً، الدعاء الذي دعت به امرأة عمران حين قالت: ﴿رَبِّ إِنِّي نَذَرۡتُ لَكَ مَا فِي بَطۡنِي مُحَرَّرٗا فَتَقَبَّلۡ مِنِّيٓ﴾ [آل عمران: ٣٥]، فإذا دعا رجل بهذا الدعاء، أو – ذكر- الأدعية التي يدعو الكفارُ بها في جهنم وأعطاها للمؤمنين كي يدعوا بها، لن يكون ذلك أمراً مناسباً بكل تأكيد.
وعلى كل حال، لا يُتوقع من الجاهل أن يأتي بأفضل من ذلك. ولكننا ذكرنا في هذه الأوراق أدعية من القرآن الكريم يمكن لكل إنسان أن يدعو بها، وبدأنا بالأدعية التي تبتدئ بكلمة ﴿رَبَّنَا﴾، ثم بالأدعية التي تبتدئ بكلمة ﴿رَبِّ﴾، ثم ذكرنا بعد الأدعية عدداً من الآيات التي تفيد كل إنسان قراءتها، وينبغي على كل مسلم أن يدعو بها ويمكنه أن يقرأها في كل حال سواء في الصلاة أم في وقت الكسب والعمل أو عند النوم. فمن يقرأها سينال ثواب تلاوة القرآن كما ينال ثواب الدعاء والذكر في الوقت ذاته.