أما من حيث النقْل:
لا توجد في كتاب الله، وهو أهم وأعظم مُسْتَند وحُجَّة لدى المسلمين، أدنى إشارة إلى مسألة الخلافة والوصيّة لأحد بالحكم بعد رسول الله ص، وكل ما يتمسَّك به مُدَّعو الخلافة ليس سوى أمور وضعها واخترعها أصحاب الأغراض والأهواء الذين فسروا بعض آيات القرآن حسب تخيُّلهم ورأيهم وكل ذلك تقوّل وكذب على الله، إذْ لا نجد في سيرة النبي ص والمسلمين والمؤمنين بجنابه، أيَّ كلام حول هذا الأمر، كما أنه لم يدَّعِ أحدٌ لا في زمن رسولاللهص ولا بعد رحيله على أنه أوصى لأحد بالخلافة، ولا استشهد أحدٌ على ذلك بواقعة غدير خم، وحتى أمير المؤمنين علي ÷ ذاتُه لم يذكر تلك الواقعة [كدليلٍ على أن رسولاللهص نصبه خليفةً وحاكمًا على المسلمين] بل اتَّبع عليٌّ سبيلَ المؤمنين وبايع أبا بكر وقام بمعاونة الخلفاء ونصرتهم بكل إخلاص وصدق ولم يُرَ منه ÷ أي تمرُّدٍ على حكمهم أو معارضةٍ له، أو ذمٍّ للخلفاء الثلاثة الذين سبقوه في الحكم سوى أنه كان معارضًا لبعض أعمال عثمان مع نصحه له بتركه. وما جاء في كتب الحديث من نصوص على إمامته ÷ وإمامة أولاده كله أخبار موضوعة وأكاذيب افتراها أصحاب الأهواء كما أثبتنا جَعْل تلك الروايات بالدلائل الواضحة في كتابنا «شاهراهِ اتِّحاد» [أي طريق الاتِّحاد].