وفيما يلي بيان حال سيف بن عميرة:
1- ذكره الشيخ طه نجف في "إتقان المقال" (ص 299) ضمن الضعفاء.
2- قال الممقاني في تنقيح المقال (ج2/ص 79): "نُقِلَ عن الشهيد تضعيفه، وعن موضع من كشف الرموز أنه مظنون وعن موضع آخر أنه مطعون فيه وملعون"!.
و أما صالح بن عقبة، فقد عرَّفَتْه كتب الرجال على هذا النحو:
1- أورده العلامة الحلي في خلاصته (ص 230) في القسم الثاني الخاص بالضعفاء وقال: "صالح بن عقبة بن قيس بن سمعان، روى عن أبي عبد الله ÷، كذَّابٌ غالٍ لا يُلْتَفَتُ إليه".
2- أورده ابن داود في الرجال (ص 462) في القسم الثاني الخاصّ بالمجروحين والمجهولين وقال عنه: "ليس حديثه بشيء، كذّابٌ غالٍ كثيرُ المناكير".
3- في مجمع الرجال (ج3/ص206): "صالح بن عقبة بن قيس بن السَّمْعان أبي ربيحة مولى رسول الله، روى عن أبي عبد الله ÷، غالٍ، كذَّابٌ، لا يُلتَفَت إليه!".
4- نقد الرجال للتفرشي (ص 170): "صالح بن عقبة بن قيس بن سَمْعان أبي ربيحة مولى رسول الله، غالٍ، كذَّابٌ، لا يُلتَفَت إليه!".
5- إتقان المقال للشيخ طه نجف: " صالح بن عقبة بن قيس بن سَمْعان، غالٍ، كذَّابٌ، لا يُلتَفَت إليه!".
تلك كانت أحوال بعض رجال سند حديث خطبة الغدير التي انتقدها العلامة البرقعي ودافع عنها السيد المحلاتي!!
نعم، كان أولئك هم علماء الرجال الشيعة وكان ذلك كلامهم بشأن رواة هذه الخطبة، وقد بيّنوا أن رواتَها غلاةٌ وكذَّابون. فإذا كان الأمر كذلك فليت شعري كيف يعتبر السيد المحلاتي نفسه محدثاً خبيراً (؟!) ولا يدري حال أولئك الرواة بل ينبري للدفاع عن تلك الخطبة؟!! فإن دفاعه عن خطبة كهذه لا يرفع من شأنه ولن يمنح الخطبة قيمة واعتبارًا.
هل استطاع آية الله مير حامد حسين اللكهنوي الذي كتب مجلَّدَيْن من كتابه «عبقات الأنوار» حول موضوع الغدير وأورد فيهما مثل هذه الروايات والخطبة، ثم جاء السيد المحلاتي وكتب كُتَيِّبه الذي يقع في 130 صفحة وخصص 70 صفحة منه للدفاع عن خطبة الغدير، وقد كُتبتْ -قبل ذلك- آلاف المجلّدات من الكتب في إثبات هذا الأمر، وهل تمكّن كل تلك الكُتب أن تُثبت أمراً مجهولاً؟! ولا ريب أن ذلك البناء المتزلزل الذي بُني على روايات وأقوال حفنة من الغلاة وأصحاب الأهواء الذين عرفنا أحوالهم لا يمكنه أن يُبطل حقًا أو يُـحِقّ باطلاً، وينطبق عليه المثل الذي يقول: يُمكن طرد ألف غراب بحجر واحد، ولكن كل ما في الأمر أنه يُمكن بهذه الكتابات إضلال العوام إلى فترة من الزمن والعمل بما يفيد أعداء الإسلام. وفعلا قد تحقق هذا الغرض. وحتى لو فرضنا ثبوت صحة هذه الخطبة فما الفائدة من قيامكم بترويجها وتبليغها وأي دواء تحمل في طياتها لداء المسلمين وآلامهم ومشاكلهم سوى أنه يستفيد منها أعداء الإسلام لصالحهم لأن الاختلاف بين المسلمين أفضل وسيلة يستطيعون من خلالها أن يسودوا عليهم ويحكموا على رقابهم.