اليوم الآخر

فهرس الكتاب

م1- خروج الدجال

الدجال رجل من بني آدم، يظهر في آخر الزمان، ويدعي الربوبية، يخرج من المشـرق من خراسان، ثم يسير في الأرض فلا يترك بلداً إلا دخله، إلا مسجد المقدس والطور ومكة والمدينة، فلا يستطيع دخولها؛ لأن الملائكة تحرسها، ينزل بالسبخة، فترجف المدينة ثلاث رجفات يخرج إليه منها كل كافر ومنافق.

وقت خروج الدجال:

عن عبدِا٬ بن عُمرَب قَالَ: كُنَّا قُعُوداً عندَ رسُول ا٬ فَذَكرَ الفتَنَ فأكثرَ في ذِكرهَا حَتَّى ذَكرَ فتْنةَ الأحلاسِ فَقالَ قائلٌ: يا رسُولَ ا٬ وما فتنةُ الأحلاسِ؟قالَ: «هِيَ هَرَبٌ وَحَرْبٌ، ثُمَّ فِتْنَةُ السّـَراء دَخَنُـها من تحتِ قَدَمَي رَجُلٍ من أهلِ بيتي يَزعُمُ أنَّهُ مني وَلَيْس مِني، وإنَّمَا أوليائي المـتقونَ، ثُمَّ يَصطَلحُ النَّاسُ على رجلٍ كَوَرِكٍ على ضِلَعٍ، ثمَّ فِتنةُ الدُّهَيْـماء لا تَدَعُ أحداً من هذِهِ الأمة إلا لَطَمَتْـهُ لطمَة، فإذا قيلَ انقضَتْ تَـمادتْ، يُصبحُ الرَّجُلُ فيها مؤمِناً ويُـمْسي كافِراً، حتى يَصيرَ النَّاسُ إلى فُسطاطَينِ، فُسْطاطِ إيمانٍ لا نِفَاقَ فِيهِ، وَفُسْطاطِ نِفاقٍ لا إيمانَ فيهِ، فإذا كانَ ذَاكُمْ فانتظرُوا الدَّجّال من يومِهِ أو منْ غَدِهِ». أخرجه أحمد وأبو داود [12].

فتنة الدجال:

خروج الدجال فتنة عظيمة بسبب ما يخلق الله معه من الخوارق العظيمة التي تبهر العقول، فقد ثبت أن معه جنةً وناراً، ناره جنة، وجنته نار، وأن معه جبال الخبز، وأنهار الماء، يأمرُ السماء فتمطر، ويأمرالأرض فتنبت، وتتبعه كنوز الأرض، ويقطع الأرض بسـرعة عظيمة كالغيث إذا استدبرته الريح، يمكث في الأرض أربعين يوماً، يوم كسنة، ويوم كشهر، ويوم كجمعة، وسائر أيامه كأيامنا، ثم يقتله عيسى بن مريم ج عند باب لُدّ بفلسطين.

صفات الدجال:

حذرنا الرسول ج من اتباع الدجال أو تصديقه، وبيَّن لنا صفاته لنحذر منه، مكتوب بين عينيه (كافر) يقرؤه كل مسلم.

عن عبادة بن الصامتس قال: قال رسول الله ج: «إنَّ مَسِيْـحَ الدَّجَّالِ رَجُلٌ قَصِيْرٌ، أَفْحَجُ، جَعْدٌ، أَعْوَرُ، مَطْمُوسُ العَيْنِ، لَيْسَ بِنَاتِئَةٍ وَلا جَحْرَاءَ، فَإنْ أُلْبِسَ عَلَيْكُمْ فَاعْلَـمُوا أَنَّ رَبَّكُمْ تَـبَارَكَ وَتَعَالَى لَيْسَ بِأَعْوَرَ». أخرجه أحمد وأبو داود [13].

مكان خروج الدجال:

عن النواس بن سمعانس قال: ذكر رسول الله ج الدجالَ – وفيه -: «إنَّهُ خَارِجٌ خَلَّةً بَيْنَ الشَّامِ وَالعِرَاقِ فَعَاثَ يميناً وَعَاثَ شِمَالاً». أخرجه مسلم [14].

الأماكن التي لا يدخلها الدجال:

1- عن أنسس قال: قال رسول الله ج: «لَيْسَ مِنْ بَلَدٍ إلَّا سَيَطَؤُهُ الدَّجَّالُ إلَّا مَكَّةَ وَالمدِيْنَةَ». متفق عليه [15].

2- وعن رجل من أصحاب النبي ج أن النبي ج ذكر الدّجّال –وفيه- قال: «وَلَا يَـقْرَبُ أَرْبَـعَةَ مَسَاجِدَ، مَسْجِدَ الحرامِ، وَمَسْجِدَ المَدِينَةِ، وَمَسْجِدَ الطُّورِ، وَمَسْجِدَ الأَقْصَى». أخرجه أحمد [16].

أتباع الدجال:

أكثر أتباع الدجال من اليهود، والعجم، وأخلاط من الناس غالبهم من الأعراب والنساء.

عن أنس بن مالكس أن رسول الله ج قال: «يَتْـبَـعُ الدَّجَّالَ مِنْ يَـهُودِ أَصْبَـهَانَ سَبْعُونَ أَلْفاً عَلَيْـهِـمُ الطَّيَالِسَةُ». أخرجه مسلم [17].

الوقاية من فتنة الدجال:

تكون بالإيمان بالله عز وجل، والتعوذ من فتنة الدجال خاصة في الصلاة، والفرار منه، وقراءة أول سورة الكهف.

عن أبي الدرداءس قال: قال رسول الله ج: «مَنْ حَفِظَ عَشْـرَ آياتٍ مِنْ أَوَّلِ سُورَةِ الكَهْفِ عُصِمَ مِنَ الدَّجَّالِ»، وفي لفظ: «فَمَنْ أَدْرَكَهُ مِنْكُمْ فَلْيَـقْرَأ عَلَيْـهِ فَوَاتِـحَ سُورَةِ الكَهْفِ». أخرجه مسلم [18].

[12] صحيح / أخرجه أحمد برقم (6168)، وأخرجه أبو داود برقم (4242) وهذا لفظه. [13] صحيح / أخرجه أحمد برقم (23144)، وهذا لفظه، وأخرجه أبو داود برقم (4320). [14] أخرجه مسلم برقم (2937). [15] متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (1881)، ومسلم برقم (2943). [16] صحيح / أخرجه أحمد برقم (24085) ، انظر السلسلة الصحيحة رقم (2934). [17] أخرجه مسلم برقم (2944). [18] أخرجه مسلم برقم (809) ورقم (2937).