عطر المجالس: دروس قصيرة فيما لا ينبغي للمسلم جهله

مقدمة

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الأمين محمد وآله وصحبه أجمعين.. أما بعد.

يقول الله تبارك وتعالى: ﴿قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ [الزمر: 9] ويقول النبي  ج: «مَنْ يُرِدِ الله بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ» [متفق عليه] قال أهل العلم: مفهوم الحديث: من لم يرد الله به خيرًا لم يُفقّهه في الدين.

والعلم الشرعي من حيث وجوب تعلمه ينقسم إلى قسمين:

القسم الأول: ما يجب على كلّ مسلم تعلّمه، وهو ما يُصحح به المرء عقيدته وعبادته والمعاملات التي يُقدِم عليها؛ لقول النبي  ج: «مَنْ عَمِلَ عَمَلا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ» [متفق عليه] أي: من عبد الله بعبادة ليست على وِفق ما شرع الله تعالى ورسوله  ج فعمله مردود عليه غير مقبول عند الله تعالى.

القسم الثاني: ما زاد عن العلم الواجب، وهو فرض كفاية، إذا قام بتعلمه من يكفي من الأُمة سقط الإثم عن الباقين.

وقد اجتهدت في هذا الكتاب في جمع ما لا ينبغي لعموم المسلمين جهله في العقيدة والأحكام والأخلاق والمعاملات[1]، وحرصت أن يكون بأسلوب سهل ولغة ميسرة ليفهمه عموم الناس، ثم قمت بتقسيمه على لقاءات ومجالس قصيرة يسهل تعلمها وتعليمها.

والمرجو أن يكون هذا الكتاب مفيدًا لفئات من المسلمين:

فالأسرة المسلمة يمكنها أن تجعل لها لقاءً دورياً يُقرأ فيه هذا الكتاب وغيره من الكتب المفيدة.

وإمام المسجد يمكنه أن يلقيه على جماعة مسجده بعد الصلوات.

والداعية إلى الله يمكنه أن يجعله في كلمات ودروس يذّكر بها ويُرْشد.

والمعلم في مدرسته ينتقي منه ما يناسب طلابه ليفقههم في أمر دينهم.

والقنوات الفضائية والإذاعات الصوتية يمكنهم تحويل مادته لحلقات مرئية ومسموعة.

والفرد مسلمًا كان أو مسلمة يمكنه الاستفادة منه بالقراءة الفردية أو بالتشارك مع أقاربه وزملائه.

وغير ذلك من أوجه الاستفادة من هذا الكتاب الذي أرجو من الله أن يكون مباركًا على قارئه وسامعه وكاتبه.

وقد جمعت مادة هذا الكتاب من كتب أهل العلم والفضل ومن فتاوى كبار العلماء[2]، وأعدت صياغتها وترتيبها، وهو جهد بشري يعتريه النقص والخطأ ويفتقر إلى تسديد الله أولًا ثم تسديد من يطّلع عليه.

أسأل الله أن يجعله خالصًا لوجهه متقبلاً نافعًا، وأن يغفر ما فيه من خطأ أو نقص، كما أسأله سبحانه أن يجزي كل من أعانني على هذا العمل وسددني وأرشدني خيرا.

والله أعلم

تركي بن إبراهيم الخنيزان

12/8/1440هـ

[email protected]

[1] من الناس من يجب عليه تعلّم علوم وأحكام معيّنة حسب ما يمارس في حياته، فالذي يتعامل مع الأسهم والبورصة يجب عليه تعلّم الأحكام التي تخصها، والطبيب يجب عليه تعلّم الأحكام التي تخص مهنة الطب، وبالجملة: يجب أن يتعلم المسلم الأحكام التي تخص ما يمارسه في حياته حتى يعبد الله على بصيرة ولا يقع في محظور بغير علم.

[2]أشرت إلى المراجع في آخر الكتاب.