عطر المجالس: دروس قصيرة فيما لا ينبغي للمسلم جهله

البِدعة في الدّين

البِدعة في الدّين

حديثنا اليوم عن ذنبٍ يفعله بعض المسلمين ويحسبون أنّهم يُحسنون صُنعاً، ألا وهو: الابتِداعُ في الدِّين.

والبِدعة في الدِّين : هي التعبُّدُ لله تعالى بما ليس له أصلٌ في الشريعة، أو التعبُّدُ لله تعالى بما لم يكن عليه النبي  ج ولا خلفاؤه الراشدون .

وقد أخبر الله تعالى أن الدِّين قد اكتمل، فقال سبحانه: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا [المائدة:3]، وقال نبيُّنا  ج مُحذِّراً أُمَّتهُ مِن البِدَعِ والإحداث في الدِّين: «مَن أَحْدَثَ في أَمْرِنَا هذا ما ليسَ فِيهِ، فَهو رَدٌّ» [متفق عليه] ومعنى "فهو ردٌّ" : أي مردودٌ غير مقبول ، وقال  ج: «أُوصيكُم بتقوى اللهِ والسمعِ والطاعةِ وإنْ عبدًا حَبشيًّا، فإنَّه من يَعِشْ منكم بعدي فسيرى اختلافًا كثيرًا، فعليكم بسُنَّتِي وسُنَّةِ الخُلَفاءِ المهدِيِّين الراشِدِين تمسَّكُوا بها، وعَضُّوا عليها بالنواجِذِ، وإياكم ومُحدَثاتِ الأمورِ فإنَّ كلَّ مُحدثةٍ بدعةٌ، وكلَّ بدعةٍ ضلالةٌ» [رواه أبوداود وصححه الألباني].

والبِدَعُ أنواعٌ، فمنها بِدَعٌ اعتِقاديَّة: كإنكار أسماءِ الله تعالى وصفاتِه، أو اعتقاد عِصمة أحدٍ من البشرِ غير الأنبياء والرُّسُل عليهم السلام، أو اعتقاد النفع والضّر والبركة في شيء من الأشياء، وغير ذلك من الاعتقادات التي ليس لها أصل في الشرع.

ومن أنواع البِدَعِ: البِدَعُ العمليَّة وهي أنواع، منها:

1. إحداثُ عبادةٍ ليس لها أصلٌ في الشرع، كأنْ يُحدِثَ صلاةً غير مشروعة أو صياماً غير مشروع أو أعياداً غير مشروعة، كعيد مولِد النبي  ج وغيره من الأعياد المُحدَثة.

2. الزيادة على العبادة المشروعة، كما لو زاد ركعة خامسة في صلاة الظهر .

3. تأدية عبادةٍ مشروعة على صفةٍ غير مشروعة، كالذِّكر الجماعيّ (بصوتٍ واحد)[7]، وغسل الرجلين قبل اليدين في الوضوء.

4. تخصيصُ وقتٍ للعبادةِ المشروعة لم يُخصِّصهُ الشرع، كتخصيص يوم النصف من شعبان وليلته بصيام وقيام، فأصل الصيام والقيام مشروع ولكن تخصيصه بوقت من الأوقات يحتاج إلى دليل.

ومن أسباب ظهور البدع: الجهل بأحكام الدين، واتِّباع الهَوَى، والتَّعصُّبُ لآراء الأشخاص وتقديمها على الكتاب والسُّنّة، والتَّشبُّه بالكُفَّار، والاعتماد على الأحاديث الضعيفة والمكذوبة على النبي  ج، ومِن أعظم أسباب البِدع: الغُلُوُّ .

نسأل الله أن يجعلنا ممن يتّبع سُنّة النبيّ  ج وأن يُجنِّبنا البِدع والمُحدثات، نكتفي بهذا القدر، ونتحدث في اللقاء القادم - بمشيئة الله- عن الركن الثاني من أركان الإسلام وعمود الإسلام وهو الصلاة.

[7]يُستثنى من ذلك ما كان لأجل التعليم، على أن يقتصر في ذلك على القدر اللازم للتعليم، ولا يُتَّخذ بصورة دائمة.

-