عطر المجالس: دروس قصيرة فيما لا ينبغي للمسلم جهله

الإيمان بالقدر خيره وشره

الإيمان بالقدر خيره وشره

حديثنا اليوم عن الركن السادس من أركان الإيمان، ألا وهو:

الإيمان بالقدر خيره وشره: وذلك بأن نؤمن بأن كل خير وشر أنه بقضاء الله وقدره، وأن الله تعالى عَلِمَ ما يكون قبل أن يكون، وكتب ذلك عنده في اللوح المحفوظ، وأنه لا يكون شيء إلا بمشيئة الله، وأن الله خالق كل شيء، وفعّال لما يريد عز وجل.

- قال الله تعالى مُخْبرًا عن علمه السابق لكل شيء وكتابته له: ﴿أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ الله يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَٰلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى الله يَسِيرٌ [الحج: 70]، وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ  ج يَقُولُ: «كَتَبَ اللـه مَقَادِيرَ الْخَلَائِقِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِخَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ قَالَ: وَعَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ» [رواه مسلم]، وقال تعالى مُبيّنًا مشيئته النافذة في كل شيء: ﴿وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللـه رَبُّ الْعَالَمِينَ [التكوير: 29]، وقال سبحانه مُوضِّحًا أنه خلق الكائنات وأعمالهم: ﴿وَالله خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ [الصافات: 96].

- ومن لوازم صحة الإيمان بالقدر أن نؤمن:

• أن للعبد مشيئةً واختيارًا بها تتحقق أفعاله كما قال تعالى: ﴿لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ [التكوير: 28]، وقال سبحانه: ﴿لَا يُكَلِّفُ الله نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا [البقرة: 286].

• وأن مشيئة العبد وقدرته غير خارجة عن قدرة الله ومشيئته فهو الذي منح العبد ذلك وجعله قادرًا على الاختيار كما قال تعالى: ﴿وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ الله رَبُّ الْعَالَمِينَ [التكوير: 29].

• ونؤمن بأن القدر سرُّ الله في خلقه فما بَيَّنه لنا علمناه وآمنّا به، وما غاب عنّا سَلّمنا به وآمنّا، وألا ننازع الله في أفعاله وأحكامه بعقولنا القاصرة وأفهامنا الضعيفة؛ بل نؤمن بعدل الله التام وحكمته البالغة وأنه تعالى لا يُسأل عما يفعل.

نسأل الله الكريم أن يقدر لنا الخير ويهيئ لنا أسبابه، ويرزقنا الرضا به والطمأنينة له، نكتفي بهذا القدر، وفي اللقاء القادم نتحدث بمشيئة الله تعالى عن ثمرات الإيمان بالقدر خيره وشره.