الحج: هو من الشرائع القديمة
والحج هو من الشرائع القديمة. فكان الأنبياء وأُممهم المطيعون لهم يحجون البيت الحرام، كما في الحديث: أن النبي ﷺ مرّ بوادي عسفان، فقال: «يَا أَبَا بَكْرٍ، لَقَدْ مَرَّ بِهَذَا الْوَادِي هُودٌ، وَصَالِحٌ، عَلَى بَكَرَاتٍ خِطْمُهُمَا اللِّيفُ، يَحُجُّونَ هَذَا الْبَيْتِ الْعَتِيقِ»[1].وقال: «لَقَدْ مَرَّ بَالرَّوْحَاءِ سَبْعُونَ نَبِيًّا فِيْهِمْ نَبِيُّ اللَّهِ مُوسَى يَؤُمُّونَ هَذَا الْبَيْتِ الْعَتِيقِ»[2] وكانت قريش تحجه قبل الإسلام، غير أنهم أدخلوا فيه عبادة الأصنام؛ لأن هذا البيت هو أول بيت أُسس في الأرض لعبادة الله عز وجل وللصلاة فيه، كما قال تعالى: ﴿إِنَّ أَوَّلَ بَيۡتٖ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكٗا وَهُدٗى لِّلۡعَٰلَمِينَ ٩٦ فِيهِ ءَايَٰتُۢ بَيِّنَٰتٞ مَّقَامُ إِبۡرَٰهِيمَۖ وَمَن دَخَلَهُۥ كَانَ ءَامِنٗاۗ وَلِلَّهِ عَلَى ٱلنَّاسِ حِجُّ ٱلۡبَيۡتِ مَنِ ٱسۡتَطَاعَ إِلَيۡهِ سَبِيلٗاۚ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ ٱلۡعَٰلَمِينَ ٩٧﴾ [آل عمران: 96-97].
وفي صحيح البخاري عن أبي ذر قال: قلت: يا رسول الله، أخبرني عن أول بيت وضع في الأرض؟ قال: «الْمَسْجِدُ الْحَرَامُ» قلت: ثم بعد هذا؟ قال: «الْمَسْجِدُ الْأَقْصَى». قلت: كم بينهما؟ قال: «أَرْبَعُوْنَ عَامًا».
[1] رواه أحمد والبيهقي من حديث ابن عباس. [2] رواه أبو يعلى والطبراني من حديث أنس.