رسالة إلى شريعتمداري
التاسع من ربيع الأول من عام 1397هـ
حضرة المستطاب: آية الله شريعتمداري وفقه الله..
لعل من المهم أن أُحيطكم علماً باللغط والضجة التي أثارها ضدّي المدّاحون والشيخية والغلاة والصوفية وقراء المراثي.
فقد قام رجل يقال له صابر بنشر رسالة، ووضع عليها توقيعاً مزوراً منسوباً إلي[112]، وفي تاريخ البشر وحوادث المسلمين نظائره كثيرة تدل على أن هذا الدجال وأمثاله ليسوا أول من افترى على أصحاب الحق والحقيقة، فالتاريخ يخبرنا بأنهم اتهموا قبل ذلك علياً ÷ بالكفر والشك، وقبل ذلك حكم قُضاةُ أثينا على سقراط بالكذب، وكذلك اليهود فعلوا فكفروا المسيح÷.
سبحانك يا ربي.. ألا يؤمن هؤلاء المزورون بيوم المعاد، و«محكمة» رب العباد مالك يوم الدين؟!
ما هو دليلهم؟! فمؤلفاتي مائة مجلد، ففي أي موضع منها ذكرت شيئاً يخالف قول الله ورسوله والأمير ÷ والإمام الصادق ÷؟!
وإذا كانوا يطعنون في طريقتي ومنهجي فما هو العمل الذي عملته الذي يخالف عليّاً وأولادَه عليهم السلام؟!
ثم إنه: أيّ شيء ضد الإسلام يُستفاد من تلك الرسالة؟! ولماذا لا يأتي السادة العلماء بعد عشر سنوات من هذه الضجة لمباحثتنا ومناظرتنا؟!
أنا لم أفعل شيئاً غير رد البدع والخرافات المفتراة على الإسلام، فكان ينبغي لكم أن تساعدوني، مع أني متوكل على ربي، وأقل الأحوال كان ينبغي عليكم ألا تكونوا في هذه الفتنة مع العوام.
إن واجبنا جميعاً أن نُحارب الخرافات الدينية والشركيات التي يقع فيها العوام الذين وصل بهم الحال إلى شراء نُصْب محرم بمبلغ أربعة ملايين ونصف تومان.
ينبغي أن نعلم أن الجميع سيُعرَضون غداً يوم الحشر والفزع الأكبر أمام أحكم الحاكمين، في يوم لا تجزي نفس عن نفس شيئاً، ولو كُنْتُ من أهل الدنيا لجمعت شيئاً لنفسي، لكنني لم ولن أنتظر عطاءً من أحد، وسأمضي بقية حياتي وفي إحدى يدي القلم وفي الأخرى القناعة.
وأنا أنتظر منكم أن تعطوني رأيكم من خلال حامل الورقة.
ولينصرن الله من ينصره، والسلام عليكم..
السيد أبو الفضل العلامة البرقعي[113]
[112] أقصد الرسالة التي زوَّرها الشيخ مرتضى صابر الطوسي وجعل في أسفلها توقيعي زوراً، ثم نشرها ووزعها بين الناس. البرقعي. [113] انظر صورة من الرسالة (الملحق رقم 5)