البرقعي وأهل المنابر بعد الثورة
ومن جملة ذكرياتي في هذه الأعوام التي بدأت فيها محاربة الجهلة والعلماء الماكرين أنني كتبت رسالةً إلى أهل المنابر والخطباء الذين يرددون كلام الميلاني وذمه لي، وقوله عني: «البرقعي ضال، وكتبه من كتب الضلال»، فكتبت لهم: إنني مستعد لمناقشة المشايخ ليُثبتوا لي أي موضع من مؤلفاتي يخالف كتاب الله وسنة رسول الله ص. ومن العجب أن السادة كأنهم لم یسمعوني فلم يجبني أحد!
نعم أذكر أن شخصاً اسمه محمد حسن مزرجي كان قد سأل آية الله السيد أبا القاسم الخوئي سؤالاً، ثم أرسلوا إليّ جواب السيد الخوئي أيضاً وطلبوا مني رأيي، فرددت على الخوئي بالدليل، ولا أعلم هل بلغه جوابي على هذه الرسالة أم لا؟ ولا أعلم -إن كانت قد وصلته الرسالة- ما موقفه مني؟
وهذا نص الرسالة المذكورة[180]:
إلى المحضر المبارك لآية الله العظمى جناب العلامة البرقعي أدام الله ظله
لقد ورد سؤال من السيد محمد حسن مزرجي إلى السيد الخوئي، وهذا نصه:
إذا كان القرآن الكريم يقول: ﴿إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ﴾ [الزمر:30]، ويقول: ﴿إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى﴾ [النمل:80]، فكيف يمكن أن نتقدم إلى ضريح الأئمة ونطلب الحاجة منهم؟ أرجو منكم أن تبينوا رأيكم، وأن تجيبوا على السؤال التالي: لو كان الأئمة أحياء فمن هم المدفونون في هذه الأضرحة؟
[180] انظر الوثيقة في الملحق رقم 11