حوار بين البرقعي وبازركان
لا أدري هل وصل هذا البيان إلى يد السيد بازركان أم لا؟! وعلى كل حال: في أيام النقاهة التي قضيتها في المنزل -بعد إصابتي- جاء لعيادتي المهندس مهدي بازركان، والدكتور الصدر، والمهندس توسلي، وبعد أن عرضت عليهم حالتي وأخبرتهم بما حدث لي، قلت لهم: هل رأيتم نتيجة التقليد الأعمى كيف فعل بي؟! انظر إلى هذا المقلد الأعمى كيف تحرك وأراد قتلي بدون أن يسألهم عن دليل جواز قتلي! أنا أنصحكم أنتم وأصدقاءكم نصيحة صادقة: اتركوا تقليد الشيوخ.. فقد كان لكم شيخان كلاهما لم يُقدِّما شيئاً، أحدهما: السيد آية الله أبو الفضل الزنجاني، فهو لم يصلح خرافاتكم، بل همه قراءة أشعار التصوف والعرفان، والشيخ الآخر آية الله الطالقاني، وأحب أن أقول: بأنه لما أطلق سراحه من السجن بُعيد الثورة ذهبت لزيارته، ولما كنت عنده قرّب رأسه مني وقال في أذني: آراؤكم كلها حق ولكن لا يصلح هذا الوقت لبيان هذه الحقائق!
وأنا مستيقن أنه سيُسأل في الآخرة التي انتقل إليها: متى يصلح أن تقول الحقائق إذن؟
على كل حال: هؤلاء كانوا من أحسن مشايخكم فالأفضل أن تتركوا التقليد.
بعدها قال المهندس بازركان: نحن معنا مجتهد.
فقلت: من هو المجتهد الذي معكم؟!
فأشار السيد بازركان إلى السيد الصدر، وقال «هذا رجل مجتهد».
سألته: أيها الصدر! هل أنت مجتهد؟
فأشار إلى السيد بازركان وتوسلي وقال: يقول السادة هكذا.
سألته: إن كنت مجتهداً فبيّن لي أصول الدين مع الدليل من القرآن، فلم يذكر السيد الصدر شيئاً، ولعله لم يُرد أن يدخل في هذا الموضوع، ولكني أرجو أن يحثه كلامي على البحث والتحقيق في أصول الدين.