12- رضي الله عن صحابة الرسول ج..
سبق أن قلنا بأن الله ﻷ رضي عن الذين بايعوا الرسول ج في الحديبية تحت شجرة الرضوان، ولم يكن هؤلاء إلا الجماعة المؤمنة التي آمنت بالرسول ج قبل فتح مكة، والتي كانت تتكون من المؤمنين الذين هاجروا مع الرسول ج من مكة إلى المدينة، ومن المؤمنين الذين آووا الرسول والمهاجرين، وقد سمّاهم الله ﻷ بالسابقين الأولين من المهاجرين والأنصار، وقال تعالى عنهم: ﴿وَٱلسَّٰبِقُونَ ٱلۡأَوَّلُونَ مِنَ ٱلۡمُهَٰجِرِينَ وَٱلۡأَنصَارِ وَٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُم بِإِحۡسَٰنٖ رَّضِيَ ٱللَّهُ عَنۡهُمۡ وَرَضُواْ عَنۡهُ وَأَعَدَّ لَهُمۡ جَنَّٰتٖ تَجۡرِي تَحۡتَهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَدٗاۚ ذَٰلِكَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ ١٠٠﴾ [التوبة:100].
تختم هذه الآية على كل الأفواه الظالمة، وعلى كل الأباطيل والأساطير، وعلى كل الافتراءات والترهات، فقد بينت بالحرف الواحد أن الله ﻷ رضي عن المهاجرين والأنصار - السابقين الأولين - وأعد لهم جنات تجري من تحتها الأنهار، وأنهم خالدون مخلَّدون فيها أبدًا، وأنهم أصحاب الفوز العظيم.
هذا هو حكم الله ﻷ فيهم، ولا يضرهم ما يرتكبه الجهال من سبهم وشتمهم ورميهم بالنفاق والكفر..
وهل يتجرأ من يؤمن بالقرآن الكريم، بعد قراءة هذه الآية أن يتفوه بكلمة سوء في حق هؤلاء الصحابة الأبرار الذين رضي الله عنهم، وأعد لهم جنات تجري من تحتها الأنهار...