2- يسعون للتخريب والفتنة..
يقول الله تعالى بأن المنافقين إذا خرجوا مع الرسول ج، لا يريدون الجهاد وإنما يريدون نشر الفتنة وبث الهوان في الصف الإسلامي؛ اقرأ معي قوله تعالى: ﴿لَوۡ خَرَجُواْ فِيكُم مَّا زَادُوكُمۡ إِلَّا خَبَالٗا وَلَأَوۡضَعُواْ خِلَٰلَكُمۡ يَبۡغُونَكُمُ ٱلۡفِتۡنَةَ وَفِيكُمۡ سَمَّٰعُونَ لَهُمۡۗ وَٱللَّهُ عَلِيمُۢ بِٱلظَّٰلِمِينَ ٤٧ لَقَدِ ٱبۡتَغَوُاْ ٱلۡفِتۡنَةَ مِن قَبۡلُ وَقَلَّبُواْ لَكَ ٱلۡأُمُورَ حَتَّىٰ جَآءَ ٱلۡحَقُّ وَظَهَرَ أَمۡرُ ٱللَّهِ وَهُمۡ كَٰرِهُونَ ٤٨﴾ [التوبة:47-48].
مثل ما فعله كبير المنافقين ورأسهم «عبد الله بن أبي» يوم أن رجع مع أصحابه من المنافقين من معركة أحد، ليضعف الصف الإسلامي ويقلل من حماس المسلمين.
فإذا زعم أحدهم أن الصحابة كانوا منافقين، فكان يجب في ضوء هذه الآية أن يثيروا الفتن والقلاقل في الصف الإسلامي، ومع جيش هذا شأنه، ما كان للرسول ج أن ينتصر في أية معركة.
فقد سجل الصحابة كلهم بطولات على صفحات المعارك الإسلامية يفتخر بها التاريخ وتعتز بها السيرة، لا يذكر الشيعة منها إلا بطولات علي ا، ونحن نقبل ما يقولونه دون غلو وإفراط، وكذلك نعتز بعلي وببطولاته ونفتخر بها، لكنه لم يكن وحده، فقد كان معه في تلك المعارك أبطال آخرون أدوا أدوارًا عظيمة وسجلوا بطولات جليلة.
فمثلاً نتصفح غزوة خيبر، نجد بطلها المغوار عليًّا، ولا أحد يستطيع أن ينكر ذلك، لكن أدى غيره كذلك أدوارهم وأثبتوا شجاعتهم وإخلاصهم، فمثلا في الليالي الأولى من المعركة، أي في الليلة السابعة استطاع عمر أن يأسر يهوديًا كشف عن أسرار انتفع المسلمون بها كثيرًا في سير المعركة ووضع خططًا لها، فهل نعد عمل عمر هذا فتنة وتخريبًا أم شجاعة وخدمة للمسلمين؟
فهذه الآية التي تعرف المنافقين بأنهم كانوا عيونًا للكفار ويسعون لإفساد الصف الإسلامي وتخريب خططه، لا تتوافق مع ما كان يقوم به الصحابة من البطولات والأدوار الإيجابية في سبيل رضى الله ﻷ وابتغاء نصره.
فالآية تتحدث عن قوم آخرين وليس الصحابة الأبرار...