التضاد في العقيدة

فهرس الكتاب

2- بنات الرسول ج..

2- بنات الرسول ج..

يقول القرآن الكريم: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ قُل لِّأَزۡوَٰجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَآءِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ يُدۡنِينَ عَلَيۡهِنَّ مِن جَلَٰبِيبِهِنَّۚ ذَٰلِكَ أَدۡنَىٰٓ أَن يُعۡرَفۡنَ فَلَا يُؤۡذَيۡنَۗ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورٗا رَّحِيمٗا ٥٩ [الأحزاب:59].

فهذه الآية تقول بأن الرسول ج كان عنده عدد من البنات، وليست واحدة فحسب..

عجيب!!

ويا ترى؛ من هن بنات الرسول ج؟

فقد كانت واحدة منهن زوجة لعثمان ا، والأخرى زوجة لأبي العاص بن الربيعا، والثالثة زوجة لعلي ا، ولم تكن الرابعة منهن متزوجة آنذاك، ولما توفيت زوجة عثمان الأولى زوّجه النبي ج من بنته الأخيرة هذه، ومن هنا لُقِب عثمان بذي النورين.

طيب! كيف يمكن للرسول ج وهو يعرف نفاق عثمان وسوء سريرته أن يزوجه ابنته؟ وكيف يمكن أن يزوجه مرة أخرى من ابنته الثانية بعد وفاة الأولى؟

إذا قالوا بأن الرسول ج لم يكن يعرف نفاق عثمان ونواياه الخبيثة! نقول: كيف لا يعرف الرسول ج نفاق عثمان والوحي ينزل عليه صباح مساء، وقد أخبره الله بأسماء المنافقين كلهم؟

ثم كيف يمكن أن يجهل الرسول ج الذي أوتي الفراسة والحكمة، نفاق عثمان بعد هذه الحياة الطويلة والمعاشرة والتقارب؟ وإذا قالوا بأن الرسول ج كان يعرف نفاقه وسوء سريرته ومكره، فلماذا زوجه ابنته الثانية إذن؟!

لم يجب علماء الشيعة لا على السؤال الأول، ولا على السؤال الثاني، وإنما سلكوا طريقًا ثالثًا؛ وهو السكوت. أجل سكتوا ولم ينطقوا بشيء.

اسألوا الشيعة الذين يزعمون حب أهل البيت ويتفاخرون به، كم منهم يعرف أسماء أخوات فاطمة الزهراء ل؟!

أنت يا أخي الشيعي، الذي تقرأ هذه السطور؛ هل تعرف أسماء أخوات فاطمة بنت الرسولج؟ أكثركم يجهل أسماء أخوات فاطمة الزهراء ل، دعك من سيرتهن أو سيرة أولادهن وأزواجهن؟!

هل تعدون إخفاء الحقيقة حلاً ناجحًا؟ وإلى متى؟..

إذا كانت فاطمة من أهل البيت، فكذلك أخواته اللاتي كن زوجات عثمان يُعدن من أهل البيت، وإذا كانت ميزة علي ا أنه تزوج من بنت الرسول ج فلعثمان ميزتان إذ تزوج بنتين من بنات الرسول ج!

أجل، لا ننسى أن نذكر أن هناك أحاديث تقول بفضل فاطمة على سائر أخواتها.

وكذلك عن بنات سيدنا علي ا، فتسمعون كثيرًا اسم زينب أخت الإمام الحسين، لكنكم قلما تسمعون اسم أختها أم كلثوم، أي؛ أخت الإمام الحسين الثانية، فلماذا؟ هل لأنها كانت زوجة لسيدنا عمر ا؟ أليست أم كلثوم من أهل البيت؟

وقد قال الله تعالى: ﴿ٱلۡخَبِيثَٰتُ لِلۡخَبِيثِينَ وَٱلۡخَبِيثُونَ لِلۡخَبِيثَٰتِۖ وَٱلطَّيِّبَٰتُ لِلطَّيِّبِينَ وَٱلطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَٰتِۚ أُوْلَٰٓئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَۖ لَهُم مَّغۡفِرَةٞ وَرِزۡقٞ كَرِيمٞ ٢٦ [النور:26]، إذا كانت بنات الرسول ج وبنات علي ا من الطيبات، فقد كان أزواجهن أي؛ عمر وعثمان - في ضوء هذه الآية الكريمة - من الطيبين كذلك، وإذا كنتم تقولون بأن بنات الرسول ج وبنات عليا ممن تزوجهن عمر وعثمان لم يكن من الطيبات، فلا تزعموا محبة أهل بيت الرسول ج وأهل بيت علي ا! وذلك لأنكم لا ترون أزواج الرسول ج من الطيبات ولا بناته...