هدف القرآن من الخطاب في الآيتين 32 و 33 من سورة الأحزاب
بناء على ما تقدم قام القرآن الكريم، بعد الخطابات السابقة (في الآية 32 وفي صدر الآية 33) بعملين:
الأول: بيَّن الهدف والعلة الغائية من صدور الأحكام السابقة على وجه الحصر.
الثاني: ذكَّر بمقام نساء النبي ص الخطير والشريف الناشئ من كونهم زوجات أسوة البشر خاتم الأنبياء ص اللواتي يجالسنه ويعاشرنه عن كثب، وذلك من خلال تغيير الضمير، كي لا يدَّعي أحد بحجة الخطابات السابقة فيقول: «كان هناك احتمال واضح بينهنَّ للوقوع في فاحشة مُبَيِّنة أو التبرُّج كتَبَرُّجِ الجَاهِلِيَّةِ الأُولَى أو ترقيق الصوت والخضوع فيه، أو كانت بين بعضهنّ (والعياذ بالله) سوابق من الوقوع في مثل هذه الأمور»!!![16]
وبعبارة أخرى عند بيانه للهدف من الخطابات السابقة، استخدم القرآن الكريم، في آية التطهير، ضمير الجمع المُذَكَّر بهدف رفع كل شبهة عن المخاطبين، والثناء على نساء رسولاللهص وإكرامهن ورعاية حرمتهن، حيث كنَّ يتمتَّعن بشرف الزواج من خاتم النبيينص مع ما ينطوي عليه هذا المقام من أهمية وخطورة.
لقد بينا وجهة نظرنا بكل صراحة ولا نقصد الدفاع عن هذا القول كما لسنا مصرِّين على قبوله. ولكن بما أننا نريد ألا ندع سائر الأقوال دون التعرض لها، سنقوم فيما يأتي باستعراض نظريات سائر العلماء بشكل مجمل.
[16]- ما بين القوسين منقول حرفيًّا من كلام أخينا كاتب الرسالة في البند "ج" من رسالته. وراجع أيضًا البند الثاني، في الصفحة 78 من الكتاب الحاضر.