معنى الخطاب الإلهي لأهل بيت النبي ص
بعبارة أخرى، المقصود في سورة الأحزاب هو أن الله يريد من خلال عملكم يا أهل هذا البيت بهذه الأوامر واجتنابكم لهذه النواهي أن لا يصيبكم أي رجس معنوي، وأن تتطهروا. وهذا مثل قوله تعالى عن الصلاة التي هي من العبادات:
﴿إِنَّ ٱلصَّلَوٰةَ تَنۡهَىٰ عَنِ ٱلۡفَحۡشَآءِ وَٱلۡمُنكَرِ﴾ [العنكبوت: 45].
لذلك فالنبي ص نفسه كان يقوم الليل ويصلي في النهار ويكثر من الصوم، ولاشك أن هذه الأعمال كان لها تأثير في طهارته النفسية وكانت تؤثر فيه تأثيرًا إيجابيًا، وإلا لو لم يكن الأمر كذلك ولو ادّعينا أن القيام بالأعمال العبادية والعمل بالأوامر الإلهية لم يكن له أي تأثير على النبي ص وكانت تلك الأعمال كلها بالنسبة إليه لغوًا، فعلينا أن نتذكر أن من مزايا الإيمان وخصائصه ولوازمه: الإعراض عن اللغو [المؤمنون: 3]، والنبي ص في صدر المؤمنين ولا يمكن أبدًا أن يقوم باللغو أو يعمل به.