الإجابة عن رسالة الأخ في الله
بعد التحية والسلام، قرأت رسالتك بكل إمعان ودقَّة، وسرَّني ابتداؤك رسالتَك بآية: ﴿إِنَّ ٱلظَّنَّ لَا يُغۡنِي مِنَ ٱلۡحَقِّ شَيًۡٔا...﴾ [يونس: 36]. لكن علينا - بالطبع - أن نحاذر - عند ذكرنا لمثل هذه الوصايا - أن لا ينطبق علينا قوله تعالى: ﴿أَتَأۡمُرُونَ ٱلنَّاسَ بِٱلۡبِرِّ وَتَنسَوۡنَ أَنفُسَكُمۡ﴾ [البقرة: 44].
أما قولكم: «نحن أيضًا قرأنا القرآن»، فيستحق أن نبارك لكم ذلك، ويسُرُّنا قولكم هذا، غير أنه لابد من التنبُّه إلى رعاية حق التلاوة عند قراءة القرآن، كما قال تعالى: ﴿ٱلَّذِينَ ءَاتَيۡنَٰهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ يَتۡلُونَهُۥ حَقَّ تِلَاوَتِهِۦٓ أُوْلَٰٓئِكَ يُؤۡمِنُونَ بِهِۦ...﴾ [البقرة: 121].
لابد أن نشير هنا إلى نقطة أساسية في تحليلنا لرسالة هذا الأخ الكريم في الله، وهو أننا إضافةً إلى دراسة ما ذكره في رسالته من مطالب حول آية التطهير، سوف نتعرض أيضًا إلى ما ذكره الآخرون حول تلك الآيات، وسنبتدئ بذكر الآيات من 30 إلى 34 من سورة الأحزاب ونمر عليها مرورًا إجماليًّا.