رسالة من المهندس بازركان إلى محمد حسين البرقعي[227]
سعادة السيد محمد حسين البرقعي الموقر
عطفاً على رسالتكم المؤرخة بـ 7/8/1359 هـ. ش.[228] وآسف للتعامل المؤلم الذي طال أباكم، ولا أدري بأي حجة فعلوا ذلك؟! هذه أول قضية من هذا النوع أسمع عنها، ولا بد أن أقول لكم بأنه ليس لي أي دخل في شؤون المحاكم، وأنا لا أستطيع التدخل في حل أيّ قضية تتعلق بي فضلاً عن قضايا الآخرين، وأنا أیضاً أشتكي من الظلم الذي يصدر منهم تجاهي ومن تجاوزهم للمقررات والقواعد.
مهدى بازركان - 18/8/1359 هـ. ش.[229]
وهنا يلزم أن أذكر شيئاً من الفرق بين العهدين عهد الشاه وعهد الجمهورية الإسلامية، ففي زمن الشاه كانوا إذا قبضوا علينا وأخذونا إلى السجن نجد بعض المسؤولين أو بعض الحراس يبدون عدم رضاهم، وقد يقول بعضهم: كيف يحبسون رجلاً ضعيفاً أو عالماً؟! وكان بعضهم يعتذرون قائلين: سامحنا يا سيد، ليس لنا دخل.
ولكن الحال صار على العكس في عهد الروحانيين، فالحراس والموظفون كانوا يفرحون بالقبض عليّ وكأنهم فتحوا الهند. هذه هي الحكومة التي قدّموها للناس، فالحكومة التي أسسها هؤلاء الناس وظيفتها الأذية والعمل على خلاف القانون، الحكومة التي أسسوها في أواخر القرن العشرين بعيدة عن المنطق والأمانة وقوانين الإسلام، وليس عندهم إلا الناس واعتقالهم.
كنت أرى السجن مليئاً بالأبرياء، وكل من أسأله عن سبب سجنه، يقول: لا ندري.. لم يخبرونا بذنبنا إلى الآن!
كنت أسأل كل واحد: منذ متى وأنت في السجن؟ فيقول أحدهم: ستة أشهر، ويقول الثاني: منذ سنتين، ويقول الثالث: منذ سنة، علاوة على هذا كانوا يحبسون السیاسیین مع اللصوص والقتلة في مكان واحد وبدون أي تفريق، مع أن هذا لا يوجد في أي دولة، وسوف ينجي الله تعالى بمشيئة شعبنا من هذا الظلم.
[227] انظر الوثيقة في الملحق رقم 17 [228] يوافق 29/10/1980م. (المُحَقِّق) [229] يوافق 9/11/1980م. (المُحَقِّق)