إجازة آقا نجفي المرعشي للبرقعي
وممن كتب لي الإجازة السيد شهاب الدين المرعشي، المعروف بآقا نجفي صاحب التأليفات في المُشَجَّرَات والأنساب، وهذا نص إجازته:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لِـلَّهِ على ما أساغ من نعمه وأجاز، والصلاة والسلام على محمد وآله مجاز الحقيقة وحقيقة المجاز، وبعد:
فإن السيد والعالم المعتمد شمس سماء النبالة وضحاها، وزين الأسرة من آل طه، عَلَم الفَخَار الشامخ ومنار الشرف الباذخ، قاعدة المجد المؤثل، وواسطة العقد المفصل؛ جناب السيد أبو الفضل بن الشريف العابد السيد حسن الرضوي القمي السيداتي دام علاه، وزِيد في ورعه وتقاه، أحب ورغب في أن ينتظم في سلك المحدثين والرواة عن أجداده الميامين، ويندرج في هذا الدرج العالي، والسمط الغالي، ولما وجدته أهلاً، وأحرزت منه علماً وفضلاً أجزت له الرواية عني بجميع ما صحت روايته، وما ساغت إجازته ثم سنده، وقويت عنعنته عن مشايخي الكرام أساطين الفقه وحملة الحديث، وهم عدة تبلغ المئتين من أصحابنا الإمامية، مضافاً إلى ما لي من طريق سائر فرق الإسلام الزيدية والإسماعيلية والحنابلة والشافعية والمالكية والحنفية وغيرها، ولا يمكنني البسط بذكر تمام الطرق، فأكتفي بتعداد خمس منها تبركاً بهذا العدد، وأقول: ممن أروي عنه بالإجازة والمناولة والقراءة والسماع والعرض وغيرها من أنحاء الحديث، إمام أئمة الرواية، الجهبذ المقدام في الرجال والرواية، مركز الإجازة، مسند الآفاق، علامة العراق أستاذي، ومن إليه في هذا العلوم استنادي، وعليه اعتمادي، حجة الإسلام، آية الله تعالى بين الأنام: مولاي وسيدي أبو محمد السيد حسن صدر الدين الموسوي المتوفى سنة (1354).......[315] هذا ما رمت ذكره من الطرق وهي ستة، فلجناب السيد أبي الفضل ناله الخير والفضل أن يروي عني عن مشايخي المذكورين، بطرقهم المتصلة المعنعنة إلى أئمتنا آل الرسول وسادات البرية، مراعياً للشرائط المقررة في محلها من التثبت في النقل ورعاية الحزم والاحتياط وغيرها، وفي الختام أوصيه دام مجده، وفاق سعده، وجد جده ألا يدع سلوك طريق التقوى والسداد في أفعاله وأقواله، وأن يصرف أكثر عمره في خدمة العلم والدين، وترويج شرع سيد المرسلين ص، وألا يغتر بزخارف هذه الدنيا الدنية، وأن يكثر من ذكر الموت؛ فقد ورد أن أكيس المؤمنين أكثرهم ذكراً للموت، وأن يكثر من زيارة المقابر والاعتبار بتلك الأجداث الدواثر، فإنه الترياق الفاروق، والدواء النافع للسلو عن الشهوات، وأن يتأمل في أنهم من كانوا؟! وأين كانوا؟! وكيف كانوا؟! وإلى أين صاروا؟! وكيف صاروا؟! واستبدلوا القصور بالقبور، وألا يترك صلاة الليل ما استطاع، وأن يُوقِّت لنفسه وقتاً يحاسب فيه نفسه، فقد ورد من التأكيد منه ما لا مزيد عليه، فمنها قوله: (حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا)، وقوله: (حاسب نفسك حسبة الشريك شريكه) فإنه أدام الله أيامه وأسعد أعوامه إن عين لها وقتاً لم تضع عليه أوقاته، فقد قال: توزيع الأوقات توفيرها، ومن فوائد المحاسبة أنه إن وقف على زلة في أعماله لدى الحساب تداركها بالتوبة وإبراء الذمة، وإن اطلع على خير صدر منه حمد الله وشكر له على التوفيق بهذه النعمة الجليلة، وأوصيه حقق الله آماله وأصلح أعماله أن يقلل المخالطة والمعاشرة لأبناء العصر سيما المتسمين بسمة العلم؛ فإن نواديهم ومحافلهم مشتملة على ما يورث سخط الرحمن غالباً، إذ أكثر مذاكرتهم الاغتياب وأكل لحوم الإخوان، فقد قيل: إن الغيبة أكل لحوم المغتاب ميتاً، وإذا كان المغتاب من أهل العلم كان اغتيابه كأكل لحمه ميتاً مسموماً، فإن لحوم العلماء مسمومة. عصمنا الله وإياك من الزلل والخطأ، ومن الهفوة في القول والعمل، إنه القدير على ذلك والجدير بما هنالك، وأسأله تعالى أن يجعلك من أعلام الدين ويشد بك وبأمثالك أزر المسلمين آمين! آمين!
وأنا الراجي فضل ربه المستكين: أبو المعالي شهاب الدين الحسيني الحسني المرعشي الموسوي الرضوي الصفوي المدعو بالنجفي نسّابة آل رسول الله ص عفا الله عنه وكان له، وقد فرغ من تحريرها في مجالس آخرها لثلاث مضين من صفر (1358) ببلدة قم المشرفة حرم الأئمة (الختم).
كما كتب لي كلٌّ من الشيخ عبد الكريم الحائري، والشيخ آية الله سيد محمد حجت كوه كمري شهادات بالاجتهاد، وقد سلّمت أصل إجازتيهما لوزارة الثقافة لتعيين تكليفي في قضية، (فالمفترض أن تكونا محفوظتان في أرشيف الوزارة) وبناءً عليهما قد أصدرت الوزارة شهادة لي هذا نصها:
وزارة الثقافة
الرقم: (877/25019). التاريخ: (10/8/1329)[316].
استناداً إلى البند الأول والشرح الأول للمادة (62) من قانون إصلاح بعض الفصول والمواد المتعلقة بقانون الخدمة العسكرية المصوب في شهر إسفند (1321 هـ. ش.)، واستناداً إلى القانون الخاص بإعطاء شهادات الاجتهاد المعدّل في (25 شهر آذَر، 1323هـ.ش.) في مجلس شورى التعليم العالي، فقد قدمت إجازة الاجتهاد المتعلقة بمعالي السيد أبي الفضل ابن الرضا (البرقعي) الحاصل على البطاقة الشخصية رقم: (21285) الصادرة من قم، والمولود عام 1287 هـ.ش.، في الجلسة رقم (754) لمجلس شورى التعليم العالي المنعقدة بتاريخ 7/8/1329هـ.ش.، وقررت الوزارة أن صدور إجازات الاجتهاد من المراجع المذكورين صحيح ومُحْرَزٌ.
وزير الثقافة
الدكتور شمس الدين جزائري
الجدير بالذكر أنه مع أن وجود القوانين التي تنص على أن الدولة ليس لها الحق في التعرض للمجتهدين، إلا أنها أوقعت على المصائب.
أختم الكلام بذكر أمرين هامين للقارئ الكريم: وهو أن دين الإسلام يُختصر في أمرين: تعظيم الخالق وخدمة المخلوق، وهذا ما بيّنه الخالق بنفسه في كتابه العظيم. أسأل الله تعالى أن يوفق الجميع للقيام بهذين الأمرين.
***
وأذكر أبياتاً سطرتها من قبل في كتابي «دعبل خزاعي وقصيدته التائية»، وفيها بيان حالي، وبعد ذلك أختم هذا الكتاب بأبيات أخرى نظمتها للشباب أثناء سفري إلى زاهدان، وألتمس الدعاء من القراء، والسلام على من اتبع الهدى.
[315] هذه الإجازة تقع في خمس عشرة صفحة وقد ذكر المؤلف خلاصتها وصورتها الكاملة موجودة آخر النسخة الفارسية من هذا الكتاب. [316] يوافق 1/11/ 1950م. (المُنَقِّح)