رسالة من البرقعي إلى السيد خامنئي[303]
بسم الله الرحمن الرحيم
معالي رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية المحترم.
بعد السلام.. كما تعلمون بأنني سجنت من قبل أربعة عشر شهراً في سجن (إيفين) وأنني نقلت مؤخراً إلى سجن مدينة يزد، وبعد ثلاثة أشهر أخرجوني من السجن بشرط البقاء منفياً في يزد.
لقد كان ذنبي الذي بسببه فعلوا بي ما فعلوا هو نشر حقائق القرآن والسنة النبوية، ونقد الروايات الواهية في أصول الكافي، علماً بأنني لم أتمكن من طباعة شيء من هذه الكتب التي تقرر الحقائق، ولا أظن أن فيها شيئاً مخالفاً للشرع، وأنا على يقين بأن جنابكم تتفقون معي في أن المجتهد طالما لم يخرج من إطار الكتاب والسنة يحق له أن يُعرب عن آرائه الفقهية والكلامية وأن يُظهرها على الأقل لأقربائه وأصدقائه المقربين، وإلا فلو لم يكن له الحق في ذلك أيضاً لما بقي للحرية في الإسلام أي مفهوم ولأصبح مفهوم الحرية الإسلامية منسوخاً ومقلوباً تماماً.
أضف إلى ذلك أنني قد بلغت سن الخامسة والثمانين وأعاني من الضعف ومن الأمراض العديدة وقد ابتُليت بكل هذه الضغوطات والصدمات العديدة والإهانات لا لشيء سوى لبياني لعقائدي الدينية.
أنا اليوم في مدينة يزد التي هي في الحقيقة سجن آخر حيث الجو الحار، وغربتي وبقائي وحيداً بدون معين، وهذه حالة صعبة على شيخ معمّر مريض مثلي؛ وقد بدا لي أن أرسل إليكم، وأن أطالبكم بأن تصدروا في بداية توليكم الزعامة أمراً بإطلاق سراحي؛ لكي أقضي ما بقي من عمري في طهران بين أولادي أو في شاهرود عند ابنتي وتحت رعايتها.
أرجو أن تظهروا في بداية رئاستكم احترامكم للعدالة والإنصاف.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 11/8/1368[304]
السيد أبو الفضل البرقعي
[303] انظر الوثيقة في المحق رقم 26 [304] الموافق 2/11/1989 م. (المُنَقِّح)