شريعتمداري يشارك في الحملة على إمامة البرقعي
كان السبب الرئيس في أخذ المسجد مني السيد آية الله كاظم شريعتمداري، وذلك لأن عداوة أهل البدع قد زادت بسبب انتشار كتابي «درس من الولاية» وكذلك الكتب التي صدرت بعده، ومنها: «أحكام القرآن»، وتفسير «قبس من القرآن»[108]، ورسائل أخرى كتبتها للرد على بعض الخرافات والبدع موثقة بالدليل والمرجع، مبيِّناً فيها أن القرآن قابل للفهم، وأن طريقة التقليد الأعمى للمراجع ليس عليها دليل صحيح، وفي هذه الأثناء -وكما سبق- كان شريعتمداري قد أصدر جواباً لبعض الخرافيين يبيِّن فيه أنه بريء من البرقعي، وبيانه هذا صار سبباً لتهييج الناس ضدي.
أمر آخر: وهو أن من أكبر الأسباب التي حملتهم على إيقاف إمامتي للمسجد أن مسجدي صار مقراً للموحدين، ففيه يتدارسون ويتناقشون ويتباحثون، وكانت تقام فيه محاضرات أسبوعية أقدّمها أنا أو بعض الإخوة المفكرين والمحققين لبيان الحقائق القرآنية، ورد الأوهام والبدع والخرافات، وكانت تطرح بعض المسائل الهامة في المسجد حول عدم وجود مستند ثابت يدل على الإمامة المنصوصة، وعدم وجود دليل كاف على جواز نكاح المتعة، وغيرها من المسائل التي كان طرحها بطريقة تشكل خطراً على مخالفينا.
ولهذا كله كتب شريعتمداري رسائل للشاه والسافاك بأن يبعدوني عن إمامة المسجد، وحتى الخمس الذي كان يأخذه شريعتمداري أنفق كثيراً منه في محاربتي، فأعطى مبالغ منه لرئيس المنطقة وللعسكر والأراذل من الناس، وحتى أصحاب الحمامات أعطاهم ليخرجوني من المسجد، وليتحدوا مع الدولة في طردي من المسجد.
وهناك شخص آخر -غير شريعتمداري- كان له دور، وهو: السيد أحمد خوانساري[109]، فقد كتب رسائل للدولة والسافاك ليأخذوا المسجد مني، وهذا السيد -للأسف- كان أُمّياً، ولكنه كان أستاذاً في القدرة على جلب العوام إليه وغيرها من المظاهر الجوفاء.
[108] عنوانه بالفارسية: تابشي از قرآن. [109] آية الله العظمى أحمد بن يوسف الخوانساري، ولد في محرم سنة 1309هـ، زاد عدد مقلديه بعد موت البروجردي، له كتاب جامع المدارك في شرح المختصر النافع، توفي في آخر ربيع الآخر عام 1405هـ وعمره 96 سنة.