نص فتوى آية الله الماكوي التي طبعت وانتشرت في خصوص هذا الموضوع
باسمه تعالی
فتوى مرجع التقليد آية الله العظمى السيد الحاج أبو القاسم الخوئي حول نفي الولاية التكوينية والتشريعية للأنبياء والأوصياء (ع).
نص قوله في كتاب «التنقيح في شرح العروة الوثقى» (ج2 ص73) ومن أرادها كاملة فليرجع إليها:
"لا إشكال في نجاسة الغلاة، ومنهم من يُنسب إليه الاعتراف بألوهيته سبحانه إلا أنه يعتقد أن الأمور الراجعة إلى التشريع والتكوين كلها بيد أمير المؤمنين أو أحدهم، فيرى أنه المحيي المميت، وأنه الخالق الرازق، وأنه الذي أيد الأنبياء السالفين سراً، وأيد النبي الأكرم جهراً، واعتقادهم هذا وإن كان باطلاً واقعاً وعلى خلاف الواقع حقاً، حيث إن الكتاب العزيز يدل على أن الأمور الراجعة إلى التكوين والتشريع كلها بيد الله سبحانه.. إلى أن قال: الاعتقاد بذلك عقيدة التفويض؛ لأن معناه أن الله سبحانه كبعض السلاطين والملوك قد عزل نفسه عما يرجع إلى تدبير مملكته، وفوَّض الأمور الراجعة إليها إلى أحد وزرائه، وهذا كثيراً ما يتراءى في الأشعار المنظومة بالعربية والفارسية، حيث ترى أن الشاعر يسند إلى أمير المؤمنين بعضاً من هذه الأمور، وعليه فهذا الاعتقاد إنكار للضروري، فإن الأمور الراجعة إلى التكوين والتشريع مختصة بذات الواجب تعالى؛ فیُبتنی كفر هذه الطائفة على ما قدمناه في إنكار الضروري.
في طهران: مندوب آية الله الخوئي:
الحاج السيد عبد الحميد الموسوي ماكولي".
علاوة على هذا ولأني كنت في شبابي وفي أيام التحصيل أدرس مع آية الله السيد كاظم شريعتمداري[77] وكانت لي علاقة معه أيام إقامتي في قمّ، ولم أكن أظن أنه سيترك الإنصاف، فقد دافع عني قبل صدور كتابي: «درس من الولاية»، وأهم من ذلك أنه كتب تأييداً وتزكية لي، وكان يرى أن تصرفاتي في الأمور الشرعية مجازة، وبعد صدور كتابي: «درس من الولاية» اختار السكوت، وبسبب علاقتي القديمة معه فقد طبعت ووزعت جوابه على استفتاء صدر منه في هذا الموضوع، فطبعت الفتوى في ورقة صغيرة، وكنت أُعطي هذه الورقة لكل من يأتي إلى منزلي أو المسجد.
[77] شريعتمداري: آية الله محمد كاظم شريعتمداري، أحد مراجع الشيعة السابقين في إيران، من العرق الآذري (التركي)، عُرِف بارتباطه بالشاه محمد رضا بهلوي وصداقته له، لذا لم يشارك في الثورة ضدَّه، وأسس دار التبليغ الإسلامية في قم. بعد انتصار الثورة في إيران حصلت بينه وبين زعيمها آية الله الخميني عدة اختلافات، ثم فُرَضَت عليه، بعد حوالي 3 سنوات ونيِّف من انتصار الثورة، الإقامة الجبرية في منزلة في قم لاتهامه بالتستُّر على محاولة انقلابية ضد نظام الجمهورية الإسلامية، ولد عام 1322هـ، وتوفي في رجب 1406هـ ، ودفن في قم. (المُحَقِّق)