نتيجة المناظرة البرقعي إلى السجن
لقد كان حدسي صحيحاً، وبمجرد أن جاء صباح اليوم التالي - أي: الجمعة- السابع عشر من شهر أرديبهشت[244] إذا بالشرطة تدخل منزلي من غير أن يذكروا أي سبب، فقاموا بالقبض علي ثم اقتادوني إلى سجن (إيفين)، وبقيت في السجن أكثر من شهر، وكما حكى لي ولدي: هجم رجال الشرطة بعد ظهر الجمعة من نفس اليوم الذي قبضوا علي فيه وفتشوا البيت، وأخذوا بعض كتبي وأغراضي الشخصية.
ليعلم القارئ الفاضل أن هؤلاء كما ذكرت من قبل لا يؤمنون بشيء على الحقيقة، وحتى التشيع الذي يتظاهرون به ولأجله يضربون صدروهم ليل نهار لا يؤمنون به.
والمعروف في الإسلام -بل وحتى عند بعض الدول غير الإسلامية- أن سجن الناس بلا جرم ومحاكمة ممنوع، أما في حكومة الشيوخ والمراجع فإن الرجل يُقبض عليه ويسجن من غير تهمة كما فعلوا معي شخصياً، مع أن الفقه الشيعي يحرم اتهام أي إنسان بلا دليل، ويحرم سجنه دون أن يعطى فرصة ليدافع عن نفسه.
وأرجو من القارئ المحترم ألا يحسب أعمال هؤلاء الشيوخ على الإسلام؛ لأن الإسلام هو أكبر مظلوم على أيدي الشيوخ.
والحاصل أنه بعد سجني كتب بعض الإخوة رسالة إلى رئيس وزراء الجمهورية وقتها- وهو بني صدر- وقرروا أن يرسلوها للصحف، ونظراً ليأسنا من جريدة (كيهان) وجريدة (اطلاعات) تم إرسالها إلى صحيفة (ميزان) وصحيفة (مجاهد) وصحيفة (انقلاب اسلامي) وصحيفة (جبهة ملّي)، وكان المؤمل أن تكون العلاقة السيئة بين هذه الصحف وبين الشيوخ سبباً لنشر المقال، ولكن للأسف لم يتم ذلك.
[244] الموافق: 7/ أيار (مايو)/ 1981م.