1- خلق هذا الكون وما فيه من بديع الصنع
يحيط بك أيها الإنسان هذا الكون العظيم ويتكون من سموات وكواكب ومجرات، وأرض ممدودة فيها قطع متجاورات يختلف ما ينبت فيها باختلافها، وفيها من كل الثمرات، ومن كل المخلوقات تجد زوجين اثنين.. فهذا الكون لم يخلق نفسه، ولابد له من خالق حتماً؛ لأنه لا يمكن أن يخلق نفسه، فمن الذي خلقه على هذا النظام البديع وأكمله هذا الكمال الحسن، وجعله آية للناظرين إلا الله الواحد القهار الذي لا رب سواه ولا إله غيره قال تعالى: ﴿أَمۡ خُلِقُواْ مِنۡ غَيۡرِ شَيۡءٍ أَمۡ هُمُ ٱلۡخَٰلِقُونَ ٣٥ أَمۡ خَلَقُواْ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَۚ بَل لَّا يُوقِنُونَ٣٦﴾ [الطور: 35-36]، فتضمنت هاتان الآيتان ثلاث مقدمات هي:
1 - هل خُلِقَوا من العدم؟
2 - هل خلقوا أنفسهم؟
3 - هل خَلَقُوا السموات والأرض؟
فإذا لم يكونوا خُلِقُوا من عدم، ولم يخلقوا أنفسهم، ولم يخلقوا السموات والأرض؛ فتعين أنه لابد من الإقرار بوجود خالق خلقهم وخلق السموات والأرض وهو الله الواحد القهار.