الإسلام أصوله و مبادؤه

فهرس الكتاب

2 - الفطرة

الخلق مفطورون على الإقرار بالخالق، وأنه أجل وأكبر وأعظم وأكمل من كل شيء، وهذا الأمر راسخ في الفطرة أشد رسوخاً من مبادئ العلوم الرياضية ولا يحتاج إلى إقامة الدليل إلا من تغيرت فطرته، وعرض لها من الأحوال ما يصرفها عما تسلِّم به[5]، قال تعالى: ﴿فِطۡرَتَ ٱللَّهِ ٱلَّتِي فَطَرَ ٱلنَّاسَ عَلَيۡهَاۚ لَا تَبۡدِيلَ لِخَلۡقِ ٱللَّهِۚ ذَٰلِكَ ٱلدِّينُ ٱلۡقَيِّمُ [الروم: 30]، وقال ﷺ: (ما من مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء؟ ثم يقول أبو هريرة واقرؤا إن شئتم: فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله)[6]، وقال: -أيضاً- ﷺ: (ألا إن ربي أمرني أن أعلمكم ما جهلتم مما علمني يومي هذا: كل مال نحلته عبداً حلال وإني خلقت عبادي حنفاء كلهم وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم وحرمت عليهم ما أحللت لهم، وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطاناً)[7].

[5] انظر مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية جـ1، ص 47-49،73، [6] رواه البخاري في كتاب القدر، باب 3. ومسلم في كتاب القدر، حديث 2658، واللفظ له. [7] رواه الإمام أحمد في مسنده، جـ4، ص162، ورواه مسلم واللفظ له، في كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، حديث 2865.