الإسلام أصوله و مبادؤه

فهرس الكتاب

الثاني: الصلاة[90]

الثاني: الصلاة[90]

هي الركن الثاني من أركان الإسلام، بل هي عمود الإسلام، إذ هي صلة بين العبد وربه، يكررها كل يوم خمس مرات، يجدد فيها إيمانه، ويطهر فيها نفسه من أدران الذنوب، وتحول بينه وبين الفواحش والآثام، فإذا استيقظ العبد من نومه في صباحه -مَثُلَ بين يدي ربه طاهراً نظيفاً -قبل أن ينشغل بحطام الدنيا- ثم كبر ربه، وأقر بعبوديته واستعانه واستهداه، وجدد ما بينه وبين ربه من ميثاق الطاعة والعبودية ساجداً وقائماً وراكعاً يكرر ذلك في كل يوم خمس مرات، ويلزم لأداء هذه الصلاة أن يكون متطهراً في قلبه وبدنه وثوبه ومكان صلاته، وأن يؤديها المسلم جماعة مع إخوانه المسلمين إلى ربهم، ومتوجهين بوجههم إلى الكعبة المشرفة بيت الله، فالصلاة قد وضعت على أكمل الوجوه وأحسنها التي تعبّد بها الخالق تبارك وتعالى عباده؛ من تضمّنها للتعظيم له بأنواع الجوارح، من نطق اللسان، وعمل اليدين والرجلين والرأس وحواسه، وسائر أجزاء بدنه، كل يأخذ حظه من هذه العبادة العظيمة.

فالحواس والجوارح تأخذ بحظها منها، والقلب يأخذ حظه منها، فهي مشتملة على الثناء والحمد والتمجيد والتسبيح والتكبير، وشهادة الحق، وقراءة القرآن الكريم والقيام بين يدي الرب مقام العبد الذليل الخاضع للرب المدبر، ثم التذلل له في هذا المقام والتضرع والتقرب إليه، ثم الركوع والسجود والجلوس خضوعاً وخشوعاً واستكانة لعظمته وذلاً لعزته، قد انكسر قلبه، وذل له جسمه، وخشعت له جوارحه، ثم يختم صلاته بالثناء على الله والصلاة والسلام على نبيه محمدﷺ، ثم يسأل ربه من خيري الدنيا والآخرة[91].

[90. ينظر لمزيد من التوسع كتاب "كيفية صلاة النبي ﷺ" تأليف سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز، رحمه الله. [91] مفتاح دار السعادة، ج2 ص 384.