4- مراعاة مصالح الدنيا والآخرة
بنيت شريعة الإسلام على مراعاة مصالح الدنيا والآخرة وإتمام مكارم الأخلاق.
أما بيان مصالح الآخرة: فقد بين هذا الشرع وجوهها، ولم يغفل منها شيئاً، بل فسرها وأوضحها لئلا يُجهل منها شئ، فوعد بنعيمها وتوعد بعذابها.
أما بيان المصالح الدنيوية: فقد شرع الله في هذا الدين ما يحفظ على الإنسان دينه ونفسه وماله ونسبه وعرضه وعقله.
أما بيان مكارم الأخلاق: فقد أمر بها ظاهراً وباطناً، ونهى عن رذائلها وسفاسفها، فمن المكارم الظاهرة النظافة والطهارة والتنزه عن الأقذار والأوساخ، وندب إلى التطيب وتحسين الهيئة، وحرم الخبائث كالزنا، وشرب الخمر، وأكل الميتة والدم ولحم الخنزير وأمر بأكل الطيبات ونهى عن الإسراف والتبذير.
أما النظافة الباطنية فترجع إلى التخلي عن مذموم الأخلاق، والتحلي بمحامدها ومستحسنها فالأخلاق المذمومة كالكذب والفجور والغضب والحسد والبخل ومهانة النفس وحب الجاه وحب الدنيا والكبر والعجب والرياء، ومن الأخلاق المحمودة: حسن الخلق وحسن الصحبة للخلق والإحسان إليهم والعدل والتواضع والصدق وكرم النفس والبذل والتوكل على الله والإخلاص والخوف من الله والصبر والشكر[113].
[113] انظر الإعلام بما في دين النصارى من الفساد والأوهام، للقرطبي ص 442 -445.