5- اليسر
إحدى الصفات التي تميز هذا الدين؛ ففي كل شعيرة من شعائره يسر، وكل عبادة من عبادته يسر: قال تعالى: ﴿وَمَا جَعَلَ عَلَيۡكُمۡ فِي ٱلدِّينِ مِنۡ حَرَجٖ﴾ [الحج: 78]، وأول هذا اليسر: أن من يريد أن يدخل في هذا الدين فلا يحتاج إلى وساطة بشرية، أو اعتراف بماضٍ سابق، بل كل ما عليه أن يتطهر ويتنظف، ويشهد ألا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وأن يعتقد معناهما ويعمل بمقتضاهما.
ثم إن كل عبادة يدخلها اليسر والتخفيف إذا سافر الإنسان أو مرض، ويكتب له من العمل مثلما كان يعمل صحيحاً مقيماً، بل إن حياة المسلم تصبح ميسرة مطمئنة، بخلاف حياة الكافر فإنها ضنك وعسر، وكذلك موت المؤمن يكون يسيراً فتخرج روحه كما تخرج القطرة من الإناء، قال تعالى: ﴿ٱلَّذِينَ تَتَوَفَّىٰهُمُ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلَٰمٌ عَلَيۡكُمُ ٱدۡخُلُواْ ٱلۡجَنَّةَ بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ٣٢﴾ [النحل: 32]، أما الكافر فتحضر الملائكة الشداد الغلاظ عند موته ويضربونه بالسياط قال تعالى: ﴿وَلَوۡ تَرَىٰٓ إِذِ ٱلظَّٰلِمُونَ فِي غَمَرَٰتِ ٱلۡمَوۡتِ وَٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ بَاسِطُوٓاْ أَيۡدِيهِمۡ أَخۡرِجُوٓاْ أَنفُسَكُمُۖ ٱلۡيَوۡمَ تُجۡزَوۡنَ عَذَابَ ٱلۡهُونِ بِمَا كُنتُمۡ تَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ غَيۡرَ ٱلۡحَقِّ وَكُنتُمۡ عَنۡ ءَايَٰتِهِۦ تَسۡتَكۡبِرُونَ٩٣﴾ [الأنعام: 93]، وقال تعالى: ﴿وَلَوۡ تَرَىٰٓ إِذۡ يَتَوَفَّى ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ يَضۡرِبُونَ وُجُوهَهُمۡ وَأَدۡبَٰرَهُمۡ وَذُوقُواْ عَذَابَ ٱلۡحَرِيقِ٥٠﴾ [الأنفال: 50]