3- أنه يصل الخالق بالمخلوق
اختص كل دين باطل وكل ملة بأنها تصل الإنسان بإنسان مثله عرضة للموت والضعف والعجز والمرض، بل ربما تربطه بإنسان مات منذ مئات السنين وأصبح عظاماً وتراباً... وخص هذا الدين الإسلام بأنه يصل الإنسان بخالقه مباشرة، فلا قسيس ولا قديس، ولا سر مقدس؛ إنما هو الاتصال المباشر بين الخالق والمخلوق، اتصال يربط العقل بربه فيستنير ويسترشد ويسمو ويتعالى ويطلب الكمال، ويترفع عن السفاسف والصغائر، إذ كل قلب لم يرتبط بخالقه فهو أضل من بهيمة الأنعام.
وهو اتصال بين الخالق والمخلوق يتعرف من خلاله على مراد الله منه فيعبده على بصيرة، ويتعرف على مواطن رضاه فيطلبها، ومواطن سخطه فيجتنبها.
وهو اتصال بين الخالق العظيم وبين المخلوق الضعيف الفقير فيطلب منه المدد والعون والتوفيق، ويسأله أن يحفظه من كيد الكائدين وعبث الشياطين.