12 وفاة المصلح الكبير
في يوم الخميس، 15من شهر دي من عام 1322هـ.ش المطابق للتاسع من شهر محرم 1363هـ.ق/والسادس من شهر فبراير (كانون الثاني) 1944م، رحل شريعت سنكلجي عن الدنيا عن عمر ناهز الـ 53 عامًا[141]، لينطفئَ برحيله ذلك المشعل الذي ظل يشتعل قرابة عشرين عامًا أمضاها في الدعوة والجهاد باللسان والقلم، منيرًا درب الباحثين عن الحق والحقيقة. ودُفِن -رحمه الله- في قبو ذلك المسجد والمركز الدعوي الذي بناه وسماه «دار التبليغ»، وأمضى فيه رسالته الدعوية التوعوية الإصلاحية. وقد ترك ابنين اسم الأول محمد باقر واسم الثاني عبدالله[142].
يقول تلميذه المقرب الأستاذ حسينقلي مستعان:
«... أما حياة الأستاذ الفقيد فيمكننا أن نلخصها بأربع كلمات: «التقوى والعلم والإفاضة والمجاهدة». ومع الأسف الشديد فإن هناك كلمات أخرى تنتج عن هذه الصفات الأربعة - ويمكن أن نعتبرها في عصرنا نتيجة منطقية ومعقولة لهذه الصفات- وهي «المعاناة والتَّعب والهمّ»! ولكن عزاءنا هو أن حظّ جميع العلماء والمجاهدين الكبار من حياتهم ليس سوى المعاناة والتعب والهم!
[وإذا كانَتِ النّفُوسُ كِبارًا تَعِبَتْ في مُرادِها الأجْسامُ][143]
ولسوء الحظ، كان أحد آثار تلك المعاناة والتعب الذي لا ينتهي، وفاة الأستاذ الكبير في سن مبكرة حيث لم يكن قد تجاوز الـ 53 عامًا حين وافاه الأجل»[144].
[141] رسول جعفريان، جريانها وسازمانهاى مذهبی-سياسی إيران [التيارات والمنظمات الدينية-السياسية في إيران]، الصفحة 1016، الحاشية رقم 1، نقلاً منه عن مقال بعنوان: «اسم شريعت سنكلجي ونسبه» الذي نشرته مجلة «آينده» في عددها رقم 4 من السنة الثانية عشرة، ص 73. [142] انظر: كتاب محو الموهوم لشريعت سنكلجي (مقدمة حسين قُلي مُستعان)، ص 3 - 7. وانظر أيضًا: نور الدين چهاردى، وهابيت وريشههاى آن [الوهابية وجذورها]، ص 159- 176. [143] البيت للمُتَنَبي، وهو إضافة مني هنا لتناسبه التام مع كلام الأستاذ حسينقلي. [144] حسينقلي مستعان، مقدمة كتاب محو الموهوم للعلامة الشيخ شريعت سنكلجي، طهران، شركت چاپخانه تابان، 1323 هـ.ش/1944م، ص 1 - 4 من المقدمة.