المصلح الديني الكبير آية الله شريعت سنكلجي - مؤسس المدرسة الإصلاحية التوحيدية في إيران

فهرس الكتاب

تلخيص أهم نقاط الكتاب

تلخيص أهم نقاط الكتاب

بدأ «شريعت» كتابه بحديث «بَدَأَ الإِسْلاَمُ غَرِيْبًا وَسَيَعُودُ غَرِيْبًا كَمَـا بَدَأَ....» [102]. فشرح الحديث مبينًا دلالته على غربة الإسلام وأنها نفس الغربة التي ألقت بظلالها على المسلمين في العصور المتأخرة، ولخّص معالم هذه الغربة بإعراض المسلمين عن توحيد الله تعالى، لاسيما «توحيد العبادة» الذي هو - كما قال - قطب رحى القرآن، وعدم إفرادهم الله تعالى بالعبادة، مُبْدِيًا شدة أسفه على تخلي المسلمين عن حقائق دينهم وقبولهم للخرافات والبدع الباطلة إلى درجة صارت فيها أسواق التوحيد كاسدة ومتاجر الشرك مكتظة، الأمر الذي دفعه لتأليف هذا الكتاب.

الجزء الأول من الكتاب: حقائق حول توحيد العبادة

تحدث «شريعت» في هذا الجزء عن مقدمات في توحيد العبادة وهي ضرورة الإيمان بأن القرآن حق لا يأتيه الباطل، وأن الغاية التي بُعث بها الأنبياء -كما في القرآن- دعوة الناس إلى إفراد الله بالعبادة وترك عبادة من سواه، كما بيَّن «شريعت» أن التوحيد نوعان هما توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية أو توحيد العبادة. أو التوحيد العلمي القولي والتوحيد العملي الإرادي. ثم وضّح «شريعت» معنى العبادة وأن أكمل المراتب التي يصل إلى الإنسان هي مرتبة العبودية، وأن عبادة الله واجب لا يسقط إلا بالموت، ثم تحدث «شريعت» عن اختلاف العلماء في أفضل مراتب العبادة وبيّن أن أحسن الأقوال هو أن أفضلها ما كان خالصًا لِـلَّه وكان موافقًا لمقتضى حال كل شخص.

الجزء الثاني من الكتاب: الشرك وأنواعه

تحدث «شريعت» في هذا الجزء عن الشرك، فبين أنه قسمان: الأكبر وهو عند المؤلف شرك التسوية بين الخالق والمخلوق من كل وجه، والأصغر وهو صرف شيء من خصائص الله لغيره، ثم بدأ بشرح نماذج وأنواع من الشرك الذي وقع فيه العوام ومنها: الاعتقاد بالتأثير الغيبي للحِلَقة والخواتم والخيط وأمثالها ولبسها لأجل رفع البلاء ودفع الأخطار، ومثل التبرُّك بشجرةٍ أو حَجَرٍ ونحوها.

ثم عقد فصلاً لبيان أن من أنواع الشرك: الذَّبح وتقديم القرابين لِغَـيْرِ الله، وفصلاً لبيان أن من الشرك أيضًا: النذر لغـير الله تعالى والاستغاثة بغـيره ودعاء أي كائنٍ سواه. واستدل على ذلك كلّه بآيات من القرآن الكريم وبأحاديث مروية في كتب الفريقين عن النبي ص. والمُلْفِت أنه يستشهد بكثير من الأحاديث الواردة في مصادر أهل السنة، (كما يستدل بالأحاديث الواردة في مصادر الشيعة أيضًا).

ثم عقد «شريعت» فصلاً لبيان أن من الأنواع الأخرى للشرك: «التنجيم» وفصلاً في معنى التنجيم وأنه يتضمن الاعتقاد بتأثير النجوم مما يخالف التوحيد، وهنا استطرد المؤلِّف فبيّن مذاهب الصابئة ومناظرة إبراهيم الخليل ÷ لهم.

بعد ذلك عقد «شريعت» فصلاً في بيان أن من أنواع الشرك الأصغر: التطيُّر والتشاؤم، وضرب أمثلة على ذلك ثم أوضح منهج الإسلام في الحث على التفاؤل.

ثم عقد فصلاً آخر - يشكل أهم موضوعات الكتاب - في بيان أن سبب كفر بني آدم وابتعادهم عن دينهم هو الغلوّ في الأنبياء والصالحين، فشرح حقيقة الواسطة بين الحقِّ والخَلْقِ التي زل في فهمهما كثير من الخَلْق، وأوضح حقائق مهمة حول التوسل والوسيلة بين العبد وربه.

ثم تحدث «شريعت» عن أحد أنواع الشرك الأصغر وهو الرياء، ثم عاد إلى موضوع الشفاعة فعرفها وذكر أنواعها في القرآن، وشروط حصول العبد على شفاعة الشافعين، وأخطاء الناس في التعامل مع الأسباب، وأوضح في هذا الصدد معنى السببية وحقيقتها وخطأ الناس في الأسباب وعدم انتباه المشركين إلى مسبب الأسباب، لينتهي بعد ذلك إلى فصل بين فيه كيفية ظهور عبادة الأوثان بين البشر، وأن ذلك كان بسبب عبادة الأموات وأنه لهذا السبب وضع الإسلام أحكامًا لحفظ التوحيد وسد الطرق التي قد توصل الناس إلى عبادة القبور لأنها كانت السبب في نشأة الشرك من عبادة الأحجار والأشجار، وأشار في هذا المجال إلى تحريم الإسلام لصنع التماثيل والمجسّمات حمايةً للتوحيد وسدًّا لذرائع عبادة الأوثان.

وأخيرًا عقد «شريعت» فصلاً بيَّن فيه أن التوحيد مبدأ الفضائل كلها، وفصلاً آخر بيَّن فيه سبب نشأة الشرك والخرافات بين المسلمين، وبين أن المسلمين اليوم ابتعدوا كثيرًا عن جوهر التوحيد ولم يعد بينهم وبين سائر الملل فرق كبير، ودعا إلى العودة إلى التوحيد الخالص والنقي من خلال نبذ الخرافات وترك تقليد الآباء والعودة إلى التمسك بحبل الله المتين القرآن المبين، وسنة خاتم النبيين ص.

[102] عن أبي بصير عن الصادق ÷ قال: «الإِسْلاَمُ بَدَأَ غَرِيبًا، وَسَيَعُودُ غَرِيبًا كَمَـا بَدَأَ، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ». (انظر: بحار الأنوار ج13ص194). ورواه الترمذي عن عمرو بن عوف أن رسول الله ص قال: «إِنَّ الدِّينَ بَدَأَ غَرِيبًا وَيَرْجِعُ غَرِيبًا، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ الَّذِينَ يُصْلِحُونَ مَا أَفْسَدَ النَّاسُ مِنْ بَعْدِي مِنْ سُنَّتِي». (جامع الترمذي/كتاب الإيمان، ح2630). ورواه مسلم في صحيحه، كتاب الإيمان، ح145، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ص: «بَدَأَ الْإِسْلَامُ غَرِيبًا، وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ غَرِيبًا، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ».