المصلح الديني الكبير آية الله شريعت سنكلجي - مؤسس المدرسة الإصلاحية التوحيدية في إيران

فهرس الكتاب

2 ولادة شريعت سنكلجي ونشأته العلمية

2 ولادة شريعت سنكلجي ونشأته العلمية

وُلِدَ شريعت سنكلجي/ سنة 1271هـ.ش (1310هـ.ق/1892م)، وقيل: سنة 1269هـ.ش (1308هـ.ق/1890م)، في مدينة طهران، في بيت علم وتقوى، فوالده كان آية الله الحاج الشيخ حسن سنكلجي وجدّه الحاج الشيخ «رضا قلي»، كلاهما من العلماء الكبار والفقهاء الأعلام والشيوخ الزهَّاد المعروفين بالفضل والاستقامة والشجاعة[9]. كان جده الشيخ «رضا قلي» من تلاميذ آية الله الشيخ محمد حسن الجواهري صاحب جواهر الإسلام[10]. وكان والده من العلماء المتنورين ومن أصحاب الشيخ هادي نجم آبادي، كما أنه ابن عم الشيخ الشهير فضل الله النوري (ت 1327هـ.ق) صاحب المواقف الشهيرة في محاربة الاتجاه العلماني التابع للغرب الذي آلت إليه الثورة الدستورية في إيران في مطلع القرن العشرين الميلادي.

كان شريعت الابن البكر (من الذكور) لوالده الشيخ حسن سنكلجي، وقد سمَّاه أبوه بـ «آغا رضا قُلي» على اسم أبيه، لكنْ عندما سافر شريعت في عنفوان شبابه برفقة أبيه إلى النجف، وأعطى الابنُ كتابًا من مؤلفاته إلى مرجع الشيعة الكبير في حينه السيد محمد كاظم الطباطبائي اليزدي (صاحب العروة الوثقى) (ت 1337هـ.ق)، أطلق الأخير عليه لقب شريعت فنُودِي بذلك الاسم منذ ذلك الحين[11].

أنجب الشيخ حسن سنكلجي، بعد «شريعت»، ابنَين آخرَين هما: محمد مهدي سنكلجي ومحمد سنكلجي. واهتم الشيخ حسن بتربية أبنائه الثلاثة وتعليمهم اهتمامًا بالغًا على نحو مكَّنهم من إنهاء مرحلة المقدمات من الدروس الشرعية في مرحلة مبكرة من العمر ليبدؤوا دراساتهم الدينية العليا منذ سن الشباب[12].

تلقَّى «شريعت» علم الشريعة والفقه في البداية على أبيه الشيخ حسن، ثم واصل دراسته للعلوم الشرعية الدينية على يد أكابر العلماء في عصره في مدينة طهران، فتعلَّم المراحل النهائية للفقه على الشيخ عبد النبي المجتهد النوري (1344هـ ق)، ودرس الفلسفة على الشيخ الميرزا حسن الكرمانشاهي (1334هـ ق)، وتعلم الكلام في محضر الشيخ علي المتكلّم النوري وأخذ العرفان من دروس الشيخ الميرزا هاشم الإشكوري (1332هـ ق)[13].

منذ عام 1334هـ.ق (1915م) (قبل سنتين من سفره إلى النجف) ورغم أن عمره لم يكن قد تجاوز الـ 24 عامًا بعد، بدأ شريعت سنكلجي بعمله التبليغي والدعوي فكان يلقي الدروس الدينية في البداية في فناء منزل أبيه في حي سنگلج[14] الواقع في جنوب طهران الحالية، حيث كان يضع للحاضرين كراسي ليجلسوا عليها في فناء المنزل الواسع ويضع لنفسه كرسيًّا فوقه عارضة من الخشب ويجلس عليها ويلقي عليهم دروسه. وكان معظم من يحضر عنده في تلك المرحلة من ضباط الجيش وموظفي الدولة [15].

هنا لا بد من كلمة سريعة عن أهمية حي سنگلج ومكانته التاريخية في طهران.

[9] انظر: حسينقلي مستعان، مقدمة كتاب محو الموهوم لشريعت سنكلجي، طهران، شركت چاپخانه تابان، 1323 هـ.ش/1944م، ص 4. [10] انظر: سيد مقداد نبوي رضوي، نگاهى تحليلي به تكاپوهاى شريعت سنگلجى [نظرة تحليلية إلى جهود شريعت سنكلجى الفكرية]، فصلنامه امامت پژوهى، [مجلة «مباحث الإمامة» الفصلية] السنة الأولى، العدد 4، ص 250. [11] انظر: رسول جعفريان، جريانها وسازمان‌هاي مذهبي-سياسي إيران [التيارات والمنظمات الدينية-السياسية في إيران]، طهران، دار نشر عَلَم، الطبعة الثالثة عشرة، 1389هـ.ش/2010م، ص 1016 (النص والحاشية)، ناقلًا ذلك عن مجلة «آينده» (السنة 12، العدد 3، ص73). [12] حسينقلي مستعان، مقدمة كتاب محو الموهوم لشريعت سنكلجي، ص 4. [13] المصدر نفسه، ص 4 - 5. [14] مرتضى مُدَرِّسي چهاردهي، سيماى بزرگان [ملامح العظماء]، ص 194. [15] نور الدين چهاردهي، وهابيت وريشه‌هاى آن [الوهابية وجذورها]، سازمان چاپ وانتشارات فتحي، الطبعة الأولى، خريف عام 1363 هـ.ش (1404هـ.ق/ 1984 م)، ص 159.