5- شهادة نور الدين چهاردهي
رغم أن الأستاذ نور الدين چهاردهي صاحب كتاب «الوهابية وجذورها» لم يكن من المتفقين مع «شريعت» في أفكاره، بل اعتبره من أنصار الوهابية، إلا أنه أقر في الوقت ذاته بعلمه الواسع وصفاته الحُسنى وأخلاقه الكريمة وسلوكه الطيب، والمَثَل يقول: «الفضل ما شهدت به الأعداء». لقد كتب نور الدين چهاردهي في كتابه المُشار إليه آنفًا يقول:
«كان شريعت متبحّرًا في أغلب الفروع الإسلامية، وكان يُلقي دروسه بهدوء وبشكل سلس جذَّاب، وكان يؤمن من كل قلبه بكل ما يقوله ويكتبه، وملتزمًا بشدة بما يدعو إليه. كان رجلاً ذا وجه طلق بشاش، وكان قوي الحجة. وكانت خطبه ودروسه تطول ساعتين....
وقد عارضه كثير من الناس وقاموا بإيذائه والطعن فيه وإهانته وهتك حرمته. كنت في أحد الأيام واقفًا في شارع حافظ [أحد شوارع طهران] أتحدث مع بعض الأصدقاء، فرأيت المرحوم «شريعت» يمشي بخطى هادئة، وبيده عصا يتوكأ عليها، وَعَبَر من جانب الرصيف، وإذا بشابٍّ يسبُّه ويشتُمه بأعلى صوته، فدققت النظر إلى «شريعت» لأرى كيف سيكون ردّ فعله، فرأيته لم يتغيَّر أبدًا ولم يعبس ولم يقطّب وجهه، بل واصل سيره الهادئ كما كان قبل ذلك. والواقع أن «شريعت» لم يسعَ أبدًا إلى مخاصمة معارضيه والتشاجر معهم، رغم أنه كان يملك القدرة على معاقبتهم أو الانتقام منهم...»[148].
[148] نورالدين چهاردهي، وهابيت وريشههاى آن [الوهابية وجذورها]، ص 160 – 161.