2- الأوضاع الدينية والثقافية
كان لرجال الدين في تلك الحقبة تدخل كثير في شؤون الناس، وكان كثير من المعممين أو من خطباء المنابر الحسينية من أصناف المتعلمين لا بل من الجهلة المتكسِّبين بالدين الذين يبثون الخرافات بين الناس، وكان الغلو والتعصب المذهبي الشيعي والخرافات الدينية والجهل والبدع وعبادة القبور والاستنجاد بالأموات والاستغاثة بالمقبورين منتشرة بين الناس انتشارًا بالغًا، وزاد الطين بِلَّة أن الملك رضا شاه كان ميَّالاً للغرب والمدنية الغربية اللادينية؛ ولما زار تركيا في بداية حكمه، أعجبه أتاتورك ومنهجه العلماني المعادي للدين ومظاهره، فرجع يريد تطبيق الأفكار ذاتها في بلاده، فأصدر قانون نزع الحجاب من النساء وإجبارهن على التبرج، وإجبار الرجال على لبس القبعة الغربية، وكفَّ يد رجال الدين عن التدخل في كثير من الأمور الاجتماعية وشكل لجنة لامتحان المعممين فمن لم ينجح في الامتحان خُلِع عنه لباس علماء الدين، وفتح البلاد على مصراعيها للأفكار الغربية والإلحادية والداعية للتحرر من قيود الدين وأخلاقه، فانتشر الفساد والتحلل الأخلاقي[4].
[4] المصدر نفسه.