المصلح الديني الكبير آية الله شريعت سنكلجي - مؤسس المدرسة الإصلاحية التوحيدية في إيران

فهرس الكتاب

1- موقف «شريعت» من عقيدة حياة الإمام الثاني عشر وغيبته وظهوره

1- موقف «شريعت» من عقيدة حياة الإمام الثاني عشر وغيبته وظهوره

وصف الدكتور صاحب الزماني رأي شريعت سنكلجي بقضية المهدي المنتظر وموضوع المهدوية على النحو الآتي: «إنه بإمكاننا أن نطلع على تعاليم شريعت سنكلجي وأفكاره الأساسية في السنوات الأخيرة من حياته من خلال كتاب «الإسلام والرجعة» وكتاب «مفتاح فهم القرآن»، فإنه قد سعى سعيًا حثيثًا استمر فيه حتى وفاته، لينفي عن قضية ظهور المهدي الموعود عناصر القيام بالسيف والظهور المسلح والحرب والانتقام؛ وذلك من خلال نقده لبعض الأحاديث والأخبار المتعلقة بظهور المهدي. وكما سعى إلى حذف جانب الزعامة الشخصية من المهدي وأعطى لهذه الفكرة شكل النهضة التقدمية الجماعية والاجتماعية حتى يكون مقبولا لدى الجيل العصري الحديث»[76].

ويضيف الباحث «سيد مقداد نبوي رضوي» إلى ما ذُكِر أعلاه حول هذا الموضوع، قائلًا:

«لم يكن شريعت سنكلجي يقبل حتى باعتناء محي الدين بن عربي بمسألة الإمام الثاني عشر»[77]. وقال في أحد المناسبات: «نحن لا ننتظر إمام الزمان!»[78]. وطبقًا لكلام آخر، فإن شريعت كان يقول: «سوف يأتي شخص، ولا يهمنا أن نعلم من هو، بل المهم أن يكون شخصًا ربّانيًّا [79]»[80].

ويقول الباحث والمفكر الإيراني المعروف إحسان طبري حول هذه النقطة:

«من الموضوعات الأساسية التي بحثها شريعت في جلساته ودروسه المنتظمة: ملابسات ظهور القائم الموعود. كان شريعت يراعي بالتأكيد الأسس والأصول الإسلامية والشيعية في هذا الموضوع، والأمر الوحيد الذي تدخل به هو إنكار بعض «الخرافات» المتعلقة بالظهور؛ مثل «الرجعة، «ظهور الدجال»، «القيام بالسيف» أي أن المهدي سوف يسفك أنهارًا من الدم حتى من الأشراف الهاشميين الذين ينكرون وجوده! لذا كان يفسِّر مسألة الظهور بأنها غلبة الدين والعدل على الكفر والظلم لا غير»[81].

وخلاصة الكلام إن «شريعت» تناول بشجاعة وجرأة غير مسبوقة بين علماء الشيعة روايات خروج المهدي الموعود؛ مفنِّدًا ما تقوله الروايات الشيعية من أن المهدي تُصاحِب خروجه ثورة مسلحة يضع فيها السيف على رقاب خصومه (والخصوم دائمًا حسب الرواية الشيعية هم أهل السنة)؛ مؤكِّدًا أن خروج المهدي سيأخذ طابعًا نهضويًّا جماعيًّا واجتماعيًّا يلقى فيه قبولاً عالميًّا، مقدمًا بذلك تصورًا جديدًا لمسألة المهدي، تتلاءم مع الرؤية الإسلامية العامة ومخالفة للرواية الشيعية التي تظهر المهدي وكأنه سياف لا هم له سوى القتل والانتقام من خصومه!!

[76] الدكتور محمد حسن ناصر الدين صاحب الزماني، ديباچه‌ای بر رهبرى [مقدمة للزعامة]، طهران، مؤسسة مطبوعاتي عطائي، 1348هـ.ق، ص 137. [77] سيد عبد الحجت بلاغي، تذكره عرفاء [تذكرة العارفين]، ص 260. [78] هذا الكلام سمعه الميرزا أبو الحسن خان فروغي من شريعت سنكلجي وحكاه للمهندس عزت الله سحابي؛ ثم نقله المهندس صحابي إليّ [إي إلى كاتب المقال: سيد مقداد نبوي رضوي]. [79] هذا الكلام نقله السيد حسين شاه حسيني (من الرجال السياسيين المشهورين ومن أعضاء نهضة المقاومة الوطنية بعد انقلاب رضا شاه بهلوي بتاريخ 28 مرداد 1332 ونقله بدوره إليّ [إي إلى سيد مقداد نبوي رضوي]). [80] سيد مقداد نبوي رضوي، «نگاهى تحليلى به تكاپوهاى فكرى شريعت سنگلجى» [نظرة تحليلية إلى مجاهدات شريعت سنكلجي الفكرية]، مجلة «امامت پژوهى» [مباحث الإمامة] الفصلية، العدد 4 من السنة الأولى، ص 254 - 255. [81] إحسان طبري، مقال: راه توده - جامعه ايران در دوران رضا شاه [طريق الجماهير - المجتمع الإيراني في عصر رضا شاه]. وهو منشور على شبكة الإنترنت وعنوانه: http://www.rahetudeh.com/rahetude/Tabari/iran-rezashah/html/jameehiran-11.html