رسالة الكتاب وسبب تأليفه
يعالج «شريعت» في كتابه هذا ما انتشر واستشرى لدى عوام المسلمين من أعمال شركية يرى أنها تتناقض تناقضًا صارخًا مع توحيد العبادة الذي يقرون به بألسنتهم، فينتقد كثيرًا من العقائد والممارسات التي أصبحت رائجة بين المسلمين لاسيما بين عوام قومه ومواطنيه من الشيعة الإمامية عند مراقد أئمة أهل البيت عليهم السلام وذراريهم من حجٍّ إلى مشاهدهم والسجود عند عتباتهم والصلاة إلى قبورهم والطواف حول أضرحتهم داعين أصحابها لكشف الكُربات وقضاء الحاجات ناذرين لهم النذور أو ذابحين باسمهم القرابين، متذرِّعين بأنهم إنما يفعلون ذلك ليشفع لهم صاحب القبر عند الله، بل إن بعضهم يرى أن للولي والصالح قدرة على فعل الخوارق والتصرف في الكون بذاته بعد وفاته، كما ينقد توسل العوام بالأحجار والأشجار واعتقادهم بالتنجيم والخرافات وتطيرهم وتعليقهم التمائم التي يتوكلون عليها ويعتقدون التأثير فيها، فيعقد لكل من هذه الأعمال فصلاً يبين فيها أنها أعمال شركية تتنافى مع توحيد العبادة الذي هو أساس الإسلام، ويأتي على ذلك بالأدلة من القرآن الكريم والسنة النبوية.